وجه وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكبير دبلوماسي الاتحاد الأوروبي دعوة مشتركة في بيان يطالبون فيها هدنة إنسانية في ليبيا وقالوا إنه ينبغي على كل الأطراف استئناف محادثات السلام، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء”.
وجاء في البيان، “نود ضم أصواتنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والقائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا ستيفاني توركو وليامز في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا، ندعو جميع الأطراف الليبية إلى استلهام روح شهر رمضان المبارك واستئناف المحادثات في سبيل وقف حقيقي لإطلاق النار”.
إن القلق الأوروبي هذه المرة مبرر لجهة تصاعد العنف في ليبيا، وإنتقال المعارك فيها إلى مستويات متقدمة من حيث الزخم العسكري، ونوع الأسلحة المستخدمة والتي مدهم بها داعمي أطراف الصراع سواء الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، او حكومة الوفاق “الشرعية” والمعترف بها دولياً بقيادة فائز السراج.
لم ينحصر الأمر عند هذا الحد بل هناك معلومات شبه مؤكدة عن إدخال عنصر السلاح الكيماوي إلى المعارك، وبغض النظر عن الجهة التي ستقوم بإستعماله وضرب الطرف الآخر، هذا يعني أن ليبيا إنتهت إلى أجلٍ غير مسمى، وهنا لا يمكن تشبيه الوضع بالحالة السورية، نظراً لأن هناك في سوريا لا تزال مؤسسات الدولة وجيشها صامد إستطاع النهوض مجدداً ولو بنسب قليلة، على عكس الحالة الليبية التي كلما زاد الإقتتال، كلما تعنتت الأطراف، زد على ذلك مسألة إنتشار فيروس كورونا، سيحد من تأثير القوى الدولية على هذا الملف.
وفي سياقٍ متصل، تحدثت معلومات عن أن النظام التركي قطع التمويل المالي عن فصيل “فيلق الرحمن” الإرهابي، بعد أن طلب منه “الجيش الحر” الموالي والمدعوم من قبل نظام أنقرة، تجنيد عناصره من المقاتلين لإرسالهم إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، إلا أن الفصيل رفض الذهاب والإنضمام، الأمر الذي خسر بسببه التمويل التركي وتخفيض حصص الطعام والشراب وحتى الذخيرة.
الجدير بالذكر، وحمل البيان توقيع جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا جان إيف لو دريان وإيطاليا لويجي دي مايو وألمانيا هايكو ماس.
من هنا، إن الوضع في ليبيا ينذر بكارثة إنسانية تفوق ما حدث بسوريا واليمن، فلا دور للسياسة هنا م دام الإقتتال هو سيد الموقف، يضاف إلى ذلك التخوف من تدفق المهاجرين الهاربين من سطوة المعارك في ظل وباء كورونا، الأمر الذي سيفاقم الأوضاع إلى ما هو أسو أ من ذلك.
فريق عمل “رياليست”