بكين – (رياليست عربي): لا تزال أمواج التوتر تضرب سواحل تايوان بقوة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، حيث ردت بكين على تحركات الأخير في المضيق خلال الساعات الأخيرة.
وقال الجيش الصيني، في بيان له، إنه يراقب تحركات السفن العسكرية الأمريكية في مضيق تايوان، مؤكدًا أنه مستعد للرد على أي استفزاز أو تصعيد، جاء ذلك بعدما صرحت واشنطن بأن عبور السفينتين مضيق تايوان يؤكد مدى الالتزام الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ؛ فماذا تريد واشنطن؟
في الإجابة يقول الدكتور شاهر الشاهر، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة “صن يات شاين” الصينية، أن واشنطن تتعامل مع الملف الصيني بمبدأ “الخسارة للجميع”.
اللعبة الأميركية
وهنا أسرد أستاذ الدراسات الدولية في جامعة “صن يات شاين” الصينية، خلال تصريحات خاصة ما أسماه باللعبة الأميركية وهي محاولة إشغال المنافسين في حروب غير منتهية، فهي ترى أن تدمير القوى الدولية البديلة، وعرقلة نمو الاقتصاديات الكبرى، هو ما سيشكل طوق النجاة بالنسبة لها.
في ظل ما تعانيه الولايات المتحدة من أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية سيئة، وتنامي قوى منافسة على الساحة الدولية وخاصة روسيا والصين، بدأت تشعر بأن النظام الدولي الحالي، والذي قامت هي ببنائه وهندسته وفقاً لرؤيتها وخدمة لمصالحها أوشك على الانهيار.
فالولايات المتحدة ترى بحسب الدكتور شاهر الشاهر، تدمر القوى الدولية البديلة، وتعرقل نمو الاقتصاديات الكبرى، هو ما سيشكل طوق النجاة بالنسبة لها، وهو ما يتطلب منها تقديم القرابين والتضحية بالأصدقاء لو اقتضى الأمر ذلك، فلا وجود للصداقات في عالم اليوم، والمصالح هي التي تحكم.
الغرب لن يتدخل
في تلك الزاوية يقول أسرد أستاذ الدراسات الدولية في جامعة “صن يات شاين” الصينية، إن القارة العجوز اختبرت بالفعل واشنطن في الأزمة الأوكرانية، حيث تدخلت أوروبا وكانت النتيجة هي أنها أصبحت تعيش أسوأ أزمة عرفتها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الطاقة، وتتحمل أعباء اقتصادية كبيرة ناتجة عن مساعدتها لأوكرانيا اقتصادياً وعسكرياً.
وكذلك فقد اتسعت الخلافات داخل الاتحاد الاوروبي حول كيفية معالجة أزمتي الطاقة وأوكرانيا؛ هذا بالإضافة إلى انخفاض قيمة اليورو أمام باقي العملات الأخرى. كل ذلك ينذر بشتاء بارد ومظلم لم يعرفه الأوربيون من قبل.
كل تلك المعطيات تجعل أوروبا في بعد تام عن أي استفزاز أميركي للصين عن طريق ملف تايوان والمساس بمبدأ “الصين الموحدة”.
رسالة فقط
الأكاديمي إسلام المنسي الباحث في الشؤون الآسيوية، يرى أن جميع خطوات واشنطن في مضيق تايوان لا تتعدى حيز الإجراءات الروتينية لإثبات مسمي حرية الملاحة وتقويض النفوذ الصيني في البحر الجنوبي.
استفزازات ترفض رسائلها الصين، فالولايات المتحدة اختارت التوقيت الحالي بحسب الأكاديمي إسلام المنسي، خلال تصريحات خاصة من أجل تمرير رسالة هامة وهي أنها تدعم حلفائها في محاولة من الإدارة الأميركية لتملص من الاتهامات التي توجه لبايدن حول ملف الأزمة الأوكرانية.
وأوضح الباحث في الشؤون الآسيوية، أن واشنطن لن تدخل في صدام مباشر مع الصين دون حلفاء مثل اليابان وبريطانيا، وما يحدث الآن تكسير للجليد ومحاولة تقويض الهيمنة الصينية على أهم الممرات المائية “بحر الصين الجنوبي”.
وكان التوتر بلغ ذروته بين واشنطن وبكين مطلع الشهر الحالي (أغسطس 2022) في مضيق تايوان، بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايبيه، ما أثار ردّ فعل غاضباً من الصين التي نظمت على الأثر أكبر تمارين عسكرية لها في محيط الجزيرة.