استقبل الرئيس السوري بشار الأسد المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والوفد المرافق لهما، وتناول اللقاء الأوضاع في حلب وإدلب في ظل الاعتداءات الإرهابية اليومية على المناطق الآمنة وما تسفر عنه من سقوط ضحايا بين المدنيين حيث كان هناك اتفاق على أهمية العمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم روسي لوضع حد لهذه الاعتداءات في تلك المناطق وحماية المدنيين من التنظيمات الإرهابية. طبقاً لوكالة سانا السورية.
تتكرر زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين إلى سوريا، عقب التطورات الحاصلة في الملف السوري على الصعيدين الميداني والسياسي، فمع إطلاق العملية العسكرية السورية وبدعم من الحليف الروسي لتحرير الشمال السوري من التنظيمات الإرهابية، التي تعتدي على المناطق الآمنة في كل من إدلب وحلب، وتستخدم المدنيين كدروع بشرية، فإن إستمرت وتيرة المعارك بالزخم التي هي عليه، من الممكن أن نشهد تبدلات ميدانية واسعة، فمع تحرير ريفي حلب وإدلب وإدلب المدينة، يمكن القول إن الدولة السورية قضت على الإرهاب بنسبة 99% لتمركزه بشكل كبير في الشمال.
حيث شهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة من طرف التنظيمات الإرهابية وعائلاتها بإتجاه تركيا، فضلاً عن إرسال العشرات منهم إلى ليبيا وهذا ما تم إثباته من خلال فيديوهات موثقة حيث بلغ عدد قتلاهم بحدود العشرين مسلح في طرابلس الغرب، في وقت تتعالى الأصوات في الداخل التركي من تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الشأن، إذ ذكرت مصادر إعلامية أن النظام التركي خصص لكل مقاتل إرهابي معاشاً شهرياً بحدود الـ 500$ أمريكي، في حين أن الشعب التركي يعاني من ضائقة إقتصادية نتيجة تصرفات رئيسهم اللا مسؤولة حسب تعبيرهم.
فزيارة المبعوث الخاص لا فرنتييف تأتي أيضاً بعد اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف مع المبعوث الخاص من الأمم المتحدة على سوريا غير بيدرسون، اللذان وضعا آلية معينة لإستئناف المفاوضات بشأن عمل اللجنة الدستورية والتي من المتوقع أن تتجدد في فبراير/ شباط القادم 2020، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وبعد المعلومات التي تحدثت عن زيارة اللواء علي مملوك رئيس جهاز الأمن الوطني السوري إلى المملكة السعودية وإمكانية إحياء العلاقات الثنائية، قبل زيارة لافرنتييف إلى دمشق، إجتمع قبل بعض الوقت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ناقلاً ترحيباً ضمنياً سعوديّاً وإنفتاحاً على عودة هذه العلاقات، لا بل والمشاركة في إعادة الإعمار في سوريا.
حيث أن روسيا تسعى إلى عودة تطبيع الدول العربية مع سوريا بدءاً من الدول الخليجية وفي مقدمتها الرياض، لتكون هي الثانية بعد دولة الإمارات، وإذا ما تم ربطها مع العملية العسكرية في الشمال السوري، فسنكون أمام عودة الحياة السياسية بثقلها إلى الدولة السورية بعد القضاء على الإرهاب الذي أصبح مصلحة عربية ودولية، خاصة وأن تركيا قد خسرت معظم الدول التي كانت على علاقات طيبة معها في وقت سابق وفي مقدمتهم الإمارات العربية والسعودية.
من هنا، إن روسيا ومنذ تسلمها الملف السوري، لم تهدأ الدبلوماسية الروسية من العمل على إحلال السلام في سوريا بكل السبل التي تملكها وبكل الطرق وتأثيرها على الدول المعادية في المقام الأول كتركيا، التي على ما يبدو قايضت سوريا بليبيا، إذ تتحدث المعلومات أن نقطة المراقبة التركية الثالثة قد تم حصارها من قبل الجيش السوري، رغم إرسال رتلاً عسكرياً تركيّأً أمس إلى إدلب، لكن هذا الأمر يعني أن أنقرة خسرت الأرض وسترضخ للمفاوضات وبالتالي الانسحاب من سوريا بعد أن تأكد لها الإطباق على ليبيا والتي هي بحث منفصل لن تحقق فيه شيء على المدى القريب ولا حتى البعيد سوى العزلة التي ستفرض عليها مستقبلاً.
فريق عمل “رياليست”.