القاهرة – (رياليست عربي): أكد الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية ومدير مركز خبراء “رياليست”، د. عمرو الديب، أنه لا يوجد وجه تشابه كما يروج الغرب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، ولكن المشكلة أن “بوتين” يمتلك السلاح النووي على عكس “هتلر”، والغرب لن يصل بالأمور إلى هذه المرحلة.
ونشرت مجلة “روز اليوسف” المصرية، مواجهة أجراها الكاتب الصحفي شوقي عصام، بين الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية ومدير مركز خبراء “رياليست”، د. عمرو الديب، ونائب رئيس الأمانة العامة للهجرة والتنوع بالحزب الاشتراكي الحاكم في ألمانيا، حسين خضر، لتقدم الأزمة الأوكرانية من منظور الخلاف “الروسي – الألماني” في هذا الصدد، في ظل مصالح اقتصادية عدة منها خط الغاز الروسي “نورد ستريم 2” الذي تم تعليقه من قبل “برلين”، وأيضاً أمور سياسية واستراتيجية فضلاً عن أنه في ظل الحديث عن أن الأزمة الأوكرانية قد تكون حرب عالمية ثالثة، فكانت نهاية الحرب العالمية الثانية في بين موسكو وبرلين، بالإضافة إلى وجود تشبيهات غربية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه “أدولف هتلر” هذا العصر، وأيضاً الخوض في ملفات تتعلق بمخاطر ما أعلن عنه من جانب “كييف” وتفاعلت معه دول أوروبية منها الدنمارك وبريطانيا، بفتح باب التطوع لمقاتلين أجانب لمحاربة روسيا في أوكرانيا، وسلبيات ذلك على المدى القريب، وأيضاً إمكانية وصول المشكلة الأوكرانية إلى حرب نووية.

وقال القيادي في الحزب الحاكم بألمانيا “خضر”، إن أزمة أوكرانيا غيرت الوضع العسكري الذي فرض على ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن مواجهة “برلين” لـ”موسكو” في أزمة أوكرانيا، ليست ثأراً لهزيمة الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن احتمالية استخدام “بوتين” للسلاح النووي “قليلة”.
وأوضح “خضر”، أن المشكلة الأوكرانية “مسألة حياة” للاتحاد الأوروبي وهيبته، متهماً الرئيس الروسي “بوتين”، بمحاولة إحياء الاتحاد السوفيتي من جديد، لافتاً إلى عدم تأثر ألمانيا بوقف خط “نورد ستريم – 2” الذي سيمد ألمانيا بالغاز الروسي، مرجعاً ذلك إلى أن “برلين” اتخذت قراراً بتنويع مصادر الطاقة، وتجهيز محطات تسييل وتخزين للغاز، للتعامل مع الدول التي تمتلك غاز وليس لديها محطات تسييل، وأيضاً من المحتمل الاتجاه لدول حوض البحر المتوسط، التي أصبحت كياناً قوياً في الطاقة عبر الغاز الطبيعي.

فيما أكد “الديب” مدير “رياليست”، أن روسيا لا تريد استخدام السلاح النووي حتى لا تكون هذه الحرب هي “الأخيرة” في العالم، ولكن حاكم الكرملين لن يسمح بحصار شعبه أو تدمير بلاده وهنا الأفق مفتوح لأي تصرف أو رد فعل، وهو الأمر الذي يراه “خضر”، أن احتمالية استخدام الأسلحة النووية ليست عالية، وأن “بوتين” حالياً ينتظر أن يطرح الغرب اقتراح فحواه أنه إذا أعاد الرئيس الروسي، الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، فسيتم رفع العقوبات المفروضة على البنك المركزي والأمور المتعلقة بنظام “سويفت” حتى يكون لـ”بوتين” فرصة لحفظ ماء الوجه عند الانسحاب.
ولفت “الديب”، إلى أن أمريكا وبريطانيا دفعتا روسيا إلى مستنقع أوكرانيا، بعد تجاهل الردود للوصول إلى حل يمنع أي تهديد للأمن القومي الروسي من جانب “كييف”، والهدف فرض عقوبات للقضاء على الدولة الروسية دون إطلاق رصاصة من جانبهم، وإنهاك الدولة إلى أن تتفكك وحدها كما حدث مع الاتحاد السوفيتي لكن “موسكو” الآن ليست كما كانت في التسعينات من القرن الماضي، وتابع :”لا يوجد لموسكو أي خطة للتحول إلى إمبراطورية قيصرية أو الاتحاد السوفيتي السابق”، مدللا ًعلى ذلك بأزمة كازاخستان، في حين أن موسكو تستهدف القضاء على “النازيين الجدد” في أوكرانيا الذين يستهدفون أمن روسيا.