1- برأيكم هل سيتمكن مجلس الشيوخ الأمريكي من عزل ترامب بعد ادانته من قبل مجلس النواب ؟
كيف يمكن لمجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية من الموافقة على عزل دونالد ترامب؟ نعم هناك خلافات كبيرة بين كثير من أعضاء الحزب حول السياسة التي يتبعها دونالد ترامب، لكن في نهاية الأمر هو ممثلهم في البيت الأبيض و مصلحة الحزب بشكل عام هي التي سيتم ترجيحها في نهاية الأمر. إجراءات الإقالة لم تبدأ من أجل إكمالها. فالإقالة بحد ذاتها ليست سوى تقنية إستراتيجية انتخابية للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة. يحاول الديمقراطيون ببساطة الحفاظ على مزاج سلبي في مساحة المعلومات المتعلقة بترامب لعدة أشهر قبل الانتخابات الرئاسية. العكس من ذلك ستؤدى هذه العملية الفاشلة إلى تقوية مركز ترامب قبل الانتخابات الرئاسية في 2020، حيث سيكون الرئيس الذي نجح في الإفلات من هذه الإجراءات البيروقراطية و التي كانت تستهدف حملته الانتخابية القادمة, فإجراءات المساءلة لا تستهدف الفترة الرئاسية الحالية و لكن تستهدف فرصه بالفوز بالفترة الرئاسية الثانية.
2 -ماهي تأثيرات هذه المعركة بين الديمقراطيين والجمهوريين على الاستقرار الامريكي وسياسة واشنطن الخارجية ؟
طبعا بالنسبة للإستقرار من عدمه، فهذه الاجراءات لا تمثل أي أهمية لسير عمل أجهزة الحكم الأمريكية و مؤسساتها. فالنظام السياسي الأميركي يمكنه الاستمرار بعمله حتى في حال عدم وجود رئيس و في حال عدم وجود كونغرس. فالدولة الأمريكية العميقة لديها القدر على ذلك بدون أدنى شك. و كل هذه الأمور و الاجراءات لا تتعدى كونها إعلامية لا أكثر و لا أقل. فهنا لا نتكلم عن دول من أفريقيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا الشرقي لكي تنشل أجهزتها الإداري و السياسي بمجرد وجود أزمة في أروقة الحكم، و لكن نتكلم عن دول كبرى و لديها تجربة ديموقراطية فريدة عتيدة.
3- هل تعتقد ان “حرب العزل” التي يقودها الديمقراطيون ضد ترامب ستخدمه في الانتخابات المقبلة ؟ بالطبع ستخدمه. فهي ستظهره و كأنه الرئيس الشعبي الذي يحارب من أجل مصالح الشعب الأمريكي العادي في حين أن النخبة الأمريكية الغنية تحاول منعه من مواصلة مشواره لتحقيق كل وعوده الانتخابية. فهذا الرئيس نجح بشكل كبير في تنفيذ برنامجه الانتخابي و نجح في تعديل أوضاع لاقتصاد الأميركي للأفضل بشكل واضح. لذلك هذه المحاولات الفاشلة لعزله ستكون لها تأثير إيجابي كبير على فرصه بالفوز بفترة رئاسية ثانية.
4- البعض يقول أن الديمقراطية على الطريقة الأمريكية باتت مرادفا للسلبية حيث تجلب فوضى لا نهاية لها وتنتج مسرحيات هزلية سخيفة . كيف ترى ذلك من وجهة نظرك ؟ نعم مسرحيات هزلية سخيفة، و هذا واقع لكنها في ذات الوقت لا تجلب أي نوع من أنواع الفوضى. فالفوضى في إدارة دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية صعب الحديث عنها. هل مثلا ترامب لا يستطيع مباشرة أعماله حاليا؟ هل أجهزة المهابرات الأمريكية مشغولة مثلا بما يحث في مجلس النواب أو الشيوخ؟ هل البنتاجون يواجه صعوبات في تنفيذ مهامه؟ الاجابة على كل هذه الأسئلة لا طبعا. فمؤسسات الحكم الأمريكية قائمة بذاتها و لا تعتمد بشكل كامل على السياسيين، بل على العكس فهذه الأجهزة تواجه السياسيين و تفرض وجهة نظهرها عليهم كما رأينا حول مسألة الانسحاب الأميركي من سوريا.
5- هل تعتقد ان الفوضى الداخلية الامريكية قد تأثر على التنافس بين موسكو وواشنطن خاصة في منطقة الشرق الاوسط؟ بالطبع لا. الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع الاستمرار في تفيذ سياساتها الخارجية دون أن تؤثر عليها أي أمور على شاكلة اجراءات عزل ترامب. الولايات المتحدة دولة كبرى و داخلها مؤسسات حكم قوية جدا، و مسألة مثل الصراع الأميركي-الروسي هو على رأس أولويات الأمن القومي الأميركي، فلن يسمح أحد بالتأثير السلبي على مثل هذا الملف المهم جدا.
المصدر: جريدة الشروق التونسية