واشنطن – (رياليست عربي): تحاول الإدارة الأميركية، التي تعاني من الإرهاق الشعبي الناجم عن إنفاق مليارات الدولارات على المساعدات العسكرية لأوكرانيا، استعادة دعم الناخبين فيما يتصل بقضية توفير المزيد من إمدادات الأسلحة لنظام كييف.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، فإن حاشية الرئيس جو بايدن تعمل الآن على إقناع أعضاء الكونغرس بأنه عند التواصل مع الناخبين، يجب عليهم التركيز على التأثير الإيجابي لتوسيع المجمع الصناعي العسكري الوطني على سوق العمل الأمريكية، ومع ذلك، يشكك الخبراء في إمكانية تحسين وضع العمالة في البلاد من خلال الإمدادات الجديدة المتزايدة من الصواريخ والقذائف إلى أوكرانيا.
وفقاً لصحيفة بوليتيكو ، التي تستشهد بخمسة مصادر في السلطتين التنفيذية والتشريعية للحكومة تدعم المزيد من “التغذية” العسكرية لأوكرانيا، يحاول أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب إثبات أن إمدادات الأسلحة إلى كييف ستكون قوة دافعة قوية لأوكرانيا، من خلال تطوير المجمع الصناعي العسكري، مما يعني ظهور آلاف وعشرات الآلاف من فرص العمل.
حتى أن البنتاغون ذهب إلى حد وصف المساعدة العسكرية لأوكرانيا بأنها “استثمار ذكي في الأمن القومي” لأميركا نفسها، وفي بيان إعلامي حول تقديم حزمة أخرى، وإن كانت متواضعة للغاية، من المساعدات العسكرية إلى كييف، وصفت وزارة الدفاع الأمريكية مثل هذه الإمدادات بأنها وسيلة “لتعزيز قاعدتنا الصناعية الدفاعية وخلق فرص عمل تتطلب مهارات عالية للأمريكيين”، ولم تذكر الخدمة الصحفية في البنتاغون أن مثل هذه الإمدادات غير إنسانية بطبيعتها، حيث أنها تهدف إلى إبادة الناس.
وقد طلبت الإدارة هذه الأموال في المقام الأول لدعم كييف، وكذلك إسرائيل على خلفية الصراع مع حركة حماس وأيضاً لمواجهة الصين وتعزيز الحدود في جنوب الولايات المتحدة، ويستشهد المنشور بمجموعة مختارة من نقاط الحوار التي جمعها البيت الأبيض، والتي بموجبها يجب على المشرعين أن ينقلوا إلى ناخبيهم أن المساعدة العسكرية التقنية للدول الأخرى ستساعد في “توسيع خطوط الإنتاج، وتعزيز الاقتصاد الأمريكي، وخلق فرص عمل جديدة للأمريكيين”.
لكن في الوقت الحالي ما زالت هذه القضية معلقة في الكونغرس، ووافق مجلس النواب، بقيادة رئيسه الجديد الجمهوري مايك جونسون، الأسبوع الماضي على خطة من شأنها أن تمنح إسرائيل 14.3 مليار دولار لمحاربة المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه، دخل أعضاء الكونغرس، في الواقع، في صراع مع كل من البيت الأبيض، الذي رفض الموافقة على حزمة المساعدة المالية المتعددة الجنسيات بأكملها التي طلبها بايدن، ومع زملائهم في مجلس الشيوخ، حيث أصبح لدى ممثلي الحزب الديمقراطي الحاكم الآن حق الاختيار.
للوهلة الأولى، هناك منطق في الرسالة التي تحاول الإدارة الأميركية «بيعها» للناخبين من خلال المشرعين، على أي حال، فإن شركات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، المحملة بالطلبات سواء لأوكرانيا أو لتجديد ترساناتها المستنفدة، تظهر الآن أداء ماليا قويا، وأسعار أسهمها آخذة في النمو، وحجم الطلبات يتجاوز الإنتاج المتاح و قدرات الموظفين.
بالتالي، إن حقيقة أن مسألة تقديم المزيد من المساعدة العسكرية لكييف سوف تصبح صعبة بشكل متزايد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في الولايات المتحدة، أمر معترف به حتى من قبل مؤيدي ضخ أوكرانيا إلى الأسلحة الغربية، على وجه الخصوص، كما كتب اللفتنانت كولونيل بالجيش الأمريكي والتر لاندغراف، زميل معهد أبحاث السياسة الخارجية (FPRI)، “سيتعين على إدارة بايدن إيجاد توازن بين الالتزامات الدولية والضرورات المحلية”، وبالنظر إلى “وجود بالفعل ومن المؤكد أن البيئة السياسية المستقطبة، والطريق إلى الأمام.