يريفان – (رياليست عربي): في نهاية يوليو، تصاعد الوضع حول ناغورنو كاراباخ، حاولت أرمينيا إرسال قافلة إنسانية للجمهورية – 19 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية، ووصفت أذربيجان ما يحدث بأنه تعدي على سيادتها ووحدة أراضيها ومنعت الشحنات على الحدود.
نتيجة لذلك، اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باكو بمحاولة تجويع سكان كاراباخ حتى الموت، إذا لم تسمح أذربيجان بمرور المساعدات الإنسانية، فإنها ستؤكد رغبتها في ارتكاب الإبادة الجماعية، ومن ناحية أخرى، فإن السماح بالتسليم سيكون خطوة إيجابية لزيادة جو الثقة.
وجدير بالذكر أن ناغورنو كاراباخ كانت تحت الحصار في ديسمبر من العام الماضي، ثم قام نشطاء البيئة الأذربيجانيون بإغلاق ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط الجمهورية غير المعترف بها بأرمينيا، حيث انقطع الاتصال بالبر الرئيسي، وعُزل 120 ألف شخص، في كاراباخ، تم إدخال طوابع الطعام، واختفت الأدوية النادرة، وانقطاع إمدادات الغاز والكهرباء، وحدثت مشاكل في الوصول إلى الإنترنت.
وفي أبريل، أقامت أذربيجان نقطة تفتيش رسمية على طريق لاتشين، حيث نشرت الشرطة وحرس الحدود، أما في يونيو، تحول إلى حصار كامل – حتى أنه توقف عن السماح لقوات حفظ السلام وموظفي الصليب الأحمر بعبور الطريق، والذين حتى ذلك الحين كان بإمكانهم نقل الإمدادات الإنسانية.
اهتمام دولي
كان الوضع في كاراباخ مراراً موضع اهتمام المراقبين الدوليين. في الوقت نفسه، أظهر الدبلوماسيون الروس والغربيون إجماعاً غير عادي بالنسبة لهم في هذه القضية في الآونة الأخيرة، وهكذا، دعت وزارة الخارجية الروسية أذربيجان إلى الامتثال للاتفاقية الثلاثية في نوفمبر 2020 وفتح ممر لاتشين، وتحدث جوزيب بوريل، رئيس الدبلوماسية الأوروبية، عن نفس الأمر، كما تلقت أرمينيا الدعم في محكمة العدل الدولية التي طالبت باكو بضمان حرية الحركة على طريق لاتشين.
وفي أذربيجان، يجيبون بأن مثل هذه التصريحات والقرارات تستند إلى “الدعاية الأرمنية والتلاعب السياسي”، إذ تعتقد باكو أن لهم كل الحق في مراقبة حدودهم وضمان أمنهم، كما “من الخطأ الأساسي غض الطرف عن الانسحاب غير الكامل للقوات المسلحة الأرمينية من أراضي أذربيجان، وتسليم الذخيرة والألغام إلى أراضي أذربيجان، وتصدير الموارد الطبيعية الأذربيجانية من قبل أرمينيا”، وفق بيان وزارة الخارجية الأذربيجانية.
الآن، تبحث دوائر الخبراء الأذربيجانية آفاق عملية معينة لنزع سلاح كاراباخ، وهكذا، يقول المحلل السياسي فرهاد محمدوف إن الوضع “سينتقل إلى مرحلة جديدة” في أغسطس أو سبتمبر، ربما تبدأ المرحلة التالية من إعادة دمج كاراباخ في أغسطس، نحن نسعى جاهدين لسحب أرمينيا قواتها وأسلحتها، وأشار إلى أن الأمر يتوقف على قيادة أرمينيا سواء كانت هذه العملية بناءة أم لا.
ويُفهم من هذه التصريحات أن ثمة تصعيد عسكري قادم خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن أذربيجان تعتقد أنها انتصرت في حرب كاراباخ الثانية ويمكنها أن تعمل من موقع قوة، كما أن باكو ليست مستعدة لمناقشة أي وضع لكاراباخ، ويطالبون جميع سكان الجمهورية بقبول الجنسية الأذربيجانية، بالتالي، إن إرسال القافلة الإنسانية كان محاولة يائسة من قبل السلطات الأرمينية للفت انتباه الوسطاء الدوليين إلى الوضع الراهن.
وبنتيجة مختصرة، إن أذربيجان تخلق أزمة إنسانية من أجل تحقيق أهداف سياسية، وهذا سيتحقق من التصعيد العسكري المرتقب.