بانيا لوكا – (رياليست عربي): صرح الممثل الرسمي للجمهورية الصربية، دوسكو بيروفيتش، بأن رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك سيزور روسيا في نوفمبر، وأوضح أن نواباً في برلمان هذا الكيان يخططون لزيارة روسيا بعده، وينبغي أن يتضمن جدول أعمال زيارة رئيس جمهورية صربسكا مشروع بناء خط أنابيب من صربيا لشراء الغاز الروسي، إلا أن الخبراء يؤكدون أن تنفيذه قد يتعارض مع موقف سراييفو الذي يعيق بدء المفاوضات مع صربيا.
وقال بيروفيتش: “سراييفو لا تريد أن تمنحنا الإذن”، مشيراً إلى أن مثل هذا القرار أملته ضغوط من الغرب، وأضاف أنه إذا استمر فشل مشروع خط الأنابيب في التنفيذ، فإن جمهورية صربسكا لديها “خطة بديلة”، والتي لا تزال سرية.
بالتالي، إن التوسع في شراء الغاز الروسي مفيد لجمهورية صربسكا، اليوم، تشتري بانيا لوكا الغاز بسعر حوالي 290 دولاراً لكل ألف متر مكعب. وحتى صربيا، التي تربط روسيا بها علاقات اقتصادية أوثق، تدفع أكثر – حوالي 400 دولار، كما أن البوسنة والهرسك ككل تستفيد أيضاً من زيادة مشتريات الغاز من روسيا.
هذه مسألة سياسية، ولست متأكداً من أنها ستحل في المستقبل القريب، لكن على الرغم من أنه يبدو أن البوسنة والهرسك يجب أن تكون مهتمة بالحصول على موارد الطاقة الروسية الرخيصة.
الآن، هناك جولة أخرى من التوتر في العلاقات بين جمهورية صربسكا وسراييفو، لذلك لا ينبغي توقع تنسيق الحوار في المستقبل القريب.
صعوبات العلاقة
لقد تم الإعلان عن التكامل الأوروبي الأطلسي كأولوية للسياسة الخارجية للبوسنة والهرسك، كما تم الإعلان عن الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي كهدف طويل الأجل، وفي ديسمبر 2022، حصلت البوسنة والهرسك على وضع المرشح للاتحاد الأوروبي، ومنذ ذلك الحين تتفاوض سراييفو مع بروكسل لتنفيذ الإصلاحات اللازمة لبدء مفاوضات الانضمام. وتطالب بروكسل بتغييرات “في مجال الديمقراطية”، ولكن الأهم من ذلك، إعادة النظر في العلاقات مع روسيا، وفي بداية العام، دعت بروكسل إلى تشديد نظام التأشيرات مع الاتحاد الروسي. ويشير الاتحاد الأوروبي إلى أن البوسنة والهرسك، باعتبارها دولة مرشحة، يجب أن تنسق أعمالها بشكل كامل مع سياسات المجتمع الأوروبي.
يريد الغرب والاتحاد الكرواتي المسلم في البوسنة والهرسك توحيد هذا البلد قدر الإمكان وتقليص حقوق جمهورية صربسكا، لكن الصرب بطبيعة الحال غير مهتمين بهذا، وهذا صراع نظامي دائم لم يتم حله، بالتالي.
وفي ظل هذه الظروف، تواصل جمهورية صربسكا بناء علاقات سياسية واقتصادية مع روسيا، ويعتقد بعض الخبراء أن هذا يرجع إلى حد كبير إلى الصفات الشخصية لرئيس الجمهورية ميلوراد دوديك الذي يعتمد في سياسته الخارجية على العلاقات الوثيقة مع الاتحاد الروسي.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا مهتمة أيضاً بتعزيز العلاقات مع بانيا لوكا. وفي مايو 2022، أعلنت موسكو عن خطط لفتح فرع للسفارة الروسية في جمهورية صربسكا. وتؤكد روسيا أن العلاقات الثنائية تتطور بنجاح، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية، وقال فلاديمير بوتين في مايو 2023، إن نمو حجم التجارة المتبادلة خلال العام الماضي تجاوز 50%.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن تعزيز العلاقات بين روسيا وجمهورية صربسكا يعوقه انخفاض مستوى الاستثمار المتبادل، وعدم وجود رحلات جوية مباشرة، ناهيك عن المسافة الجغرافية من بعضها البعض.