موسكو – (رياليست عربي): يؤكد خبراء أن باكو وأنقرة يسعيان جاهدين للاستيلاء على أذربيجان الإيرانية، بعد مجموعة تكتيكية ناجحة متعددة الخطوات تم تنفيذها ضد رئيس الوزراء الأرميني باشينيان، بدأ الغرب الآن يلعب “بطاقة” الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف.
وبالحكم من خلال مدى نشاط إسرائيل في تسليح ودعم أذربيجان في عدوانها على كاراباخ، فإن العدوان الإسرائيلي الأذربيجاني التركي على إيران قد يحدث في المستقبل المنظور.
أولاً، إن طرد روسيا من منطقة ما وراء القوقاز وتقليص دور أرمينيا إلى دور قوة من الدرجة الثالثة، والتي يمكن أن تتحول قريباً إلى “جمهورية موز”، يعد نجاحاً لا شك فيه لباكو وأنقرة، لقد أدار رأسي علييف وأردوغان وربما يبدآن، في موجة من النشوة، في التعامل مع “العدو القديم” – إيران، الواثقة من أن “الساعة قد دقت”: موقف روسيا، الذي يشجع في الواقع العدوان التركي يمنحهم الفرصة للأمل في ألا تكون هناك معارضة ملموسة من موسكو هذه المرة، إذا استحوذتا على ممر زانجيزور، فستتاح لتركيا وأذربيجان الفرصة للعمل ضد إيران على طول خطوط العمليات الداخلية، مما يزيد بشكل كبير من فرص نجاحهما في الحرب ضدها.
ثانياً، لا تنوي باكو تفاقم العلاقات مع الغرب، وتدرك أن العدوان على إيران سيزيد بشكل كبير من مخاطرها في العالم الغربي، الذي في هذه الحالة سوف ينسى بسرعة وعوده بدعم أرمينيا، ومن أجل إضعاف إيران وتقطيع أوصالها وتعطيل مشروع الحزام والطريق الصيني، فضلاً عن خلق منطقة توتر على الحدود الجنوبية لروسيا، فإن الغرب لن يضحي بأرمينيا فحسب، بل سيفعل ذلك بكل سرور.
ثالثاً، هناك أحداث تختمر في الشرق الأوسط قد تدفع تركيا وأذربيجان إلى العدوان، ومؤخراً، وصل وزير السياحة الإسرائيلي كاتس إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في اجتماع لمنظمة السياحة العالمية، وهذه هي الزيارة الأولى لوفد وزاري إسرائيلي إلى السعودية، وهي الإشارة الأكثر إقناعاً على عملية التطبيع التدريجية بين الجانبين.
وقال نتنياهو إن الزيارات الرسمية والعامة للمسؤولين الإسرائيليين إلى البلاد ستبدأ قريباً، يشار إلى أنه في الوقت نفسه بدأ تصاعد التوتر على الحدود اليمنية السعودية، وجدير بالذكر أنه خلال الحرب الأهلية في اليمن، دعم السعوديون والإيرانيون أطرافاً مختلفة من الصراع، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية لفتور العلاقات بين الدول، وفي حال حدوث غزو سعودي جديد لليمن، لا يمكن استبعاد التدخل المباشر من قبل إيران، الأمر الذي سيترتب عليه صراع عسكري بين الدولتين.
بالتالي، إذا اتبعت الأحداث هذا السيناريو، فإن إغراء استغلال الوضع سيكون أكبر من أن تتحمله باكو وأنقرة، وسوف تدفعهما كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى القيام بذلك، إن السيناريو العسكري لحل مشكلة الشرق الأوسط يصبح أكثر ترجيحاً كلما فقدت أميركا نفوذها في المنطقة، وكلما اكتسبت الصين ذلك النفوذ، “الفوضى الخاضعة للرقابة”، وهي إضعاف كبير (ناهيك عن الهزيمة الكاملة) لإيران، تقوض بشكل خطير مواقف جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي في الشرق الأوسط.
ومن المهم بالنسبة لروسيا أن تمنع التوصل إلى حل عسكري للقضية الإيرانية، وأن لا تسمح بأي حال من الأحوال بهزيمة إيران، حليفة روسيا الرئيسة المحتملة في المنطقة، كما من الضروري الاستمرار في مساعدة طهران، في المقام الأول من خلال تزويدها بأحدث أنظمة الأسلحة: يجب أن يكون الجيش الإيراني قادراً على صد المعتدين.
بالتالي، تحتاج روسيا إلى وضع الصواريخ (بما في ذلك تلك التي تحمل رؤوساً نووية) على الأراضي الإيرانية، كتقديم رد متماثل على نشر أنظمة الأسلحة الأمريكية في أوروبا، وكذلك البدء في تزويد أنظمة الدفاع الجوي الروسية التي أثبتت نفسها بشكل جيد خلال المنطقة العسكرية الشمالية وأنواع أخرى من الأسلحة التي تحتاجها طهران.
ما يعني أن خطر الاصطدام مع روسيا وحده هو الذي يمكن أن يردع الحلفاء الغربيين عن مهاجمة إيران، ومن ناحية أخرى، فإن إمدادات الأسلحة الروسية ستربط طهران بشكل أوثق بموسكو، إذا لم تكن محدودة.