ذكرت مصادر وزارية أن مجلس الوزراء اللبناني وافق على وضع كل مسؤولي ميناء بيروت المكلفين بالإشراف على التخزين والأمن منذ عام 2014 رهن الإقامة الجبرية بالمنزل، ومن غير المعروف عدد المسؤولين الذين سيشملهم هذا الإجراء ولا مستوى مناصبهم، وقالت المصادر إن الجيش سيشرف على الإقامة الجبرية لحين تحديد المسؤولين عن الانفجار الهائل الذي وقع بالميناء 4 أغسطس/ آب الجاري، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
تعرضت العاصمة اللبنانية – بيروت إلى كارثة ضخمة جداً، وصفها البعض بأن التفجير الذي طال مرفأ بيروت، عبارة عن نسخة مصغرة من التفجير النووي لهيروشيما الياباني، لشدة الأضرار التي تعرضت له المنطقة على شعاع أكثر من 15 كلم، ووصل صداه بحسب المعلومات إلى جزيرة قبرص، الأمر الذي فاق التوقعات وألزم الحكومة اللبنانية على الإعلان عن أن بيروت “مدينة منكوبة”.
وعلى الفور إنقسمت الآراء حيال هذا التفجير بين من رأى فيه أنه مفتعل، وآخرون وجدوا فيه أنه مرتبط بالإهمال الذي يعاني من لبنان، من قبل السياسيين والحكومات السابقة التي كانت على علم منذ العام 2014 بوجود مادة الأمونيا في المستودع رقم /12/ في مرفأ بيروت، إلا أن السيناريوهات تعددت والمطالبات توسعت، فلقد طالب البعض بوصايا دولية على لبنان، وإستدعاء علني لإستعمار الدولة اللبنانية، وهذه المطالب تتماشى مع موعد المحكمة الدولية للبت في قضية إغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في 7 أغسطس/ آب الجاري، إلا أنها تأجلت إلى 18 من نفس الشهر، فظروف العام 2005 لا يشبه حالة 4 أغسطس/ آب الجاري 2020.
إلى ذلك إن بيان الحكومة اللبنانية كان واضحاً جداً فلقد سلمت إدارة المدينة للقوى الأمنية والجيش اللبناني، وأقرت إحالة كل من كان على علم بهذه المواد ووجودها من مسؤولي المرفأ وغيرهم من المسؤولين في الفترة ما بين 2014 وحتى إستقالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تحت الإقامة الجبرية ريثما تنتهي التحقيقات لتبيان المسؤولية بشكل أوضح.
على الصعيد الاقتصادي، قدّر محافظ بيروت أن حجم الخسائر التي طالت مرفأ بيروت والمنطقة المحيطة تقدر ما بين 10 – 15 مليار دولار، وهو الأمر الصعب جداً وسط الضائقة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها لبنان، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 300 عائلة لبنانية أصبحت بلا مأوى جراء تهدم منازلها، وبلغ عدد ضحايا التفجير 135 حتى لحظة إعداد هذا التقرير، والرقم قابل للإزدياد، فيما بلغ عدد الإصابات إلى أكثر من 4000 جريح، وسط إنقطاع تام للكهرباء وتدمر المخزون الغذائي للبنان من القمح وجميع المكاتب التجارية وشركات الإستيراد والتصدير المحيطة بمنطقة المرفأ.
من هنا، إن التعاطف الدولي والإقليمي بدا واضحاً من خلال الاتصالات وبرقيات التعزية وإرسال المساعدات الإنسانية والتي كانت الدولة الروسية سبّاقة حيث وصلت أول طائرة مساعدات لها وتحمل على متنها مشفى ميداني ومواد طبية وغير ذلك، التفجير أصاب الإقليم في كارثة فأكثر المتضررين بعد لبنان هي سوريا، لكن إعلان الصين بإعادة بناء المرفأ سيفتح مرحلة جديدة من تأزيم الأوضاع المأزومة أساساً، خاصة وأن هذا التفجير شكّل متنفساً لميناء حيفا ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفعل ما بوسعها لتعطيل أي عملية إعادة إعمار، فهي تريد لبنان بلا واجهة بحرية على البحر المتوسط في سبيل أن تكون إسرائيل هي المستفيد الأول من هذه الكارثة الضخمة.
فريق عمل “رياليست”.