القدس – (رياليست عربي): نهاية الأسبوع الماضي، تمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وتبادل مجموعتين من الرهائن بينهم نساء وأطفال ومراهقون، ومن المتوقع أنه خلال عملية النقل التالية، سيتم إطلاق سراح روسي يحمل جنسية مزدوجة، إلا أن عملية تبادل الأشخاص يصاحبها أيضاً تبادل الاتهامات والتهديدات بين أطراف النزاع، الأمر الذي لا يؤثر فقط على توقيت تنفيذ الاتفاقات، بل قد يصبح أيضاً سبباً لاستئناف الأعمال العسكرية في قطاع غزة، بالتالي، كيف تتطور الأحداث حول التبادل الأخير بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل؟
منذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل ، دعا المجتمع الدولي إلى هدنة فورية. وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر، أصبح معروفاً أن طرفي النزاع توصلا إلى اتفاق متبادل: تتولى فلسطين، ضمن المرحلة الأولى، مسؤولية إطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً مقابل 150 امرأة ومراهقاً في السجون الإسرائيلية. ويتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام مع إمكانية التمديد. ومن بين المختطفين في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ثمانية أشخاص يحملون الجنسية الروسية. ويسيطر على المقاومة الفلسطينية حوالي 240 إسرائيليًا، بينهم عسكريون ومدنيون. ويوجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني.
وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر، تمكن الوسطاء وأطراف النزاع من تجاوز الخلافات بينهم: حيث قام الجناح العسكري لحركة حماس، عز الدين القسام، بتسليم المجموعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر، ومن بينهم 11 رهينة. العمال الأجانب من تايلاند والفلبين.
بجهود وسطاء، تم إطلاق سراح عشرة مواطنين تايلانديين وفلبيني واحد، وتم تسليمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، إن هذه العملية ليست مدرجة في شروط التهدئة الإنسانية في قطاع غزة.
من جانبها أكدت إسرائيل نقل المختطفين، وتقوم وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بمرافقة الرهائن المحررين إلى المستشفيات، حيث سيجتمعون مع عائلاتهم، وقد تم فحصهم من قبل الأطباء.
وبحسب تقارير إعلامية، قد تطلق حماس سراح إسرائيلي يحمل الجنسية الروسية. ومن المتوقع أن تتم عملية النقل قبل إطلاق سراح المجموعة الثالثة المكونة من 13 إسرائيليا.
ولا يستبعد الكثيرون ظهور مشاكل وخلافات أكبر في المجموعة الثالثة. وهكذا، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي في 26 تشرين الثاني/نوفمبر أن الوفد القطري وصل إلى تل أبيب لإجراء مفاوضات حول تمديد وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فقد تأخرت عملية التبادل بين الأطراف المتحاربة لعدة أيام، وتتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات والتهديدات بتجدد الحرب إذا لم يتم احترام الاتفاق.
وقد تم تأجيل التبادل الأخير بسبب اتهامات من قبل كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، بأن إسرائيل انتهكت بنود اتفاق الهدنة، حيث يصر الجانب الفلسطيني بقوة على أن الأولوية في إطلاق سراح السجناء يجب أن تعطى لأولئك الذين قضوا أطول فترة في السجن.
وبموجب الاتفاق الأولي، كان من المفترض أن يتم نقل الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، وبعد ذلك، عبر وسطاء، إلى الجيش الإسرائيلي. وبعد ذلك، يتعين على إسرائيل أن تبدأ جانبها من صفقة الرهائن باستخدام صيغة “إسرائيلي واحد مقابل ثلاثة فلسطينيين”.
بالتالي، تتمتع حماس بخبرة كبيرة في التبادلات مع إسرائيل، آخر صفقة كبيرة بينهما جرت في عام 2011: تم إطلاق سراح جندي إسرائيلي مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، إلا أن العشرات من المفرج عنهم تم احتجازهم مرة أخرى بسبب ثغرة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه، اليوم، استطاع الجانب الفلسطيني أن يأخذ بعين الاعتبار التجربة السابقة ويطبقها على الاتفاق الجديد.