نيويورك – (رياليست عربي): ذكر بيان للمبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون أعرب عن قلقه المتزايد بشأن التطورات في جنوب سوريا خلال اجتماع لمجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية التابعة للمجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG) في جنيف، طبقاً لموقع “منظمة الأمم المتحدة“.
خلط الأوراق
إن المتابع لأحداث الجنوب السوري يتبين أن التطورات الاخيرة المرتبطة في سوريا وإيران وجنوب لبنان، كلها ذات صلة بعضها ببعض، فلقد شهدت درعا في الجنوب السوري تصعيداً فجائياً بعد هدوء دام لأكثر من عامين نتيجة المصالحات وملفات التسوية التي تمت بين الدولة السورية والفصائل المسلحة بوساطة روسية، ما لبثت ان نقضت تلك الفصائل التهدئة بإيعاز خارجي، تزامن مع قصف إسرائيلي على قرى جنوب لبنان، حيث ردت المقاومة بالمثل، وقال الطرفان أن لا رغبة لديهما بشن حرب، لكن ماذا عن التوقيت؟
وسط معلومات تتحدث عن وجود عناصر من القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني في الجنوب السوري أمر لم يرق لإسرائيل التي لا تريد أي تواجد لهما على مقربة من حدود فلسطين، فإذا لم يتم ضبط الجنوب السوري، من المعروف أن مزارع شبعا هي خاصرة رخوة على حدود الجولان السوري المحتل، كذلك الجنوب السوري عند جبل الشيخ على تماس مع الحدود الفلسطينية، فكان التصعيد الذي يُراد منه إخراج الإيرانيين وحزب الله من المنطقة، وهذا لن يحدث على الأقل على المدى المنظور، فكان القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان عبارة عن رسالة تحذيرية للأطراف تلك.
تسوية جديدة
قدمت القوات الروسية العاملة في سوريا مقترحاً جديداً لتنفيذ اتفاق درعا البلد جنوب سوريا، وتضمنت بنود هذا الاتفاق تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف ووقف إطلاق النار ووضع نقاط للجيش السوري داخل أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم وخروج المسلحين الرافضين لعملية التسوية مع الدولة السورية، هذا المقترح لن يتحقق في الوقت الحالي، ليكون الخيار الذي سيحدث هو شن عملية عسكرية واسعة من قبل الجيش السوري لإعادة الأمان لتلك المنطقة، فالتسوية كانت أساساً قائمة، إلا أن من أفشلها هو نفسه الذي سيرفض المقترح الجديد، بالتالي، إن البيان الصادر عن المبعوث الأممي ومعه الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا ما هو إلا عملية دعم غير مباشر لاستمرار الفوضى في الجنوب السوري.
بالتالي، إن عودة الأمان إلى درعا البلد لن تكون سهلة، إلا أن آخر المعلومات تتحدث عن قيام الجيش السوري بإعداد العدة للهجوم من عدة محاور في حل فشلت جهود الوساطة الروسية، ما يعني أن الأمور ستبقى على هذا الوضع حتى يخرج الحل إما القبول بتسوية جديدة مع الشروط المذكورة أعلاه، أو سيشهد الجنوب السوري معارك شديدة حتى تحقيق الأمن والامان خاصة وأن الأردن وسوريا اتفقا على فتح معبري جابر – نصيب للمدنيين، وإن لم يعد الأمان لا يمكن الاستمرار في إدخالهما العمل.
خاص وكالة”رياليست”.