واشنطن – (رياليست عربي): يشك البنتاغون فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة على مساعدة أوكرانيا وإسرائيل في وقت واحد، وتشعر وزارة الدفاع بالقلق إزاء تضاؤل مخزونات الذخيرة بسبب احتياجات البلدين.
وبشكل عام، بعد 18 شهراً من دعم كييف، استنفدت الاحتياطيات الغربية. وتدريجياً، لم تعد أوكرانيا هي الأولوية الرئيسية في سلم الأولويات الأمريكية بعد أن بدأت المشاكل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويخشى الرئيس فلاديمير زيلينسكي أيضاً من أن مساعدة واشنطن ليست غير محدودة، كل هذا يفرض مشاكل داخل البلاد: الاقتصاد يتعثر، والسكان آخذون في الانخفاض، والدولة تعتمد على الدعم الخارجي.
وقال جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية: “إننا نقترب من الحد الأقصى لما يمكننا القيام به فيما يتعلق بتمويل أوكرانيا”.
وأشار إلى حزمة المساعدات التي تم تخصيصها مؤخراً بقيمة 200 مليون دولار، وأضاف أيضاً أن كل شيء حتى الآن على ما يرام فيما يتعلق بدعم واشنطن لكييف، لكن يحتاج الكونغرس إلى الموافقة على مساعدات جديدة لأوكرانيا، نظراً لأن الأموال المتاحة آخذة في النفاد.
في الوقت الحالي، تحتاج الدول إلى أسلحة مختلفة: يطلب الجيش الإسرائيلي قنابل دقيقة وصواريخ اعتراضية لنظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية”، والقوات المسلحة الأوكرانية تطلب عدداً كبيراً من قذائف المدفعية.
ومع ذلك، إذا قرر الجيش الإسرائيلي شن غزو بري لقطاع غزة، فسيكون هناك “طلب جديد غير متوقع على الإطلاق” على ذخائر المدفعية والأسلحة الأخرى، ويأتي ذلك في وقت تشعر فيه واشنطن وحلفاؤها “بالإرهاق بالفعل من دعم الجيش الأوكراني”.
وحذر البنتاغون من أن “كل التمويل المتاح تقريبا للمساعدة الأمنية لأوكرانيا قد استنفد” في أوائل أكتوبر.
ويخشى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هذا الأمر أيضاً، هذا هو سبب وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع رؤساء وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، إن الزيارة ترجع إلى القلق الشديد الذي يطارد كييف هذه الأيام، وليس فقط بشأن احتمال وقوع هجمات جديدة وانقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء، وقبل كل شيء، بسبب المخاوف الأوكرانية من أن الحرب الوشيكة في قطاع غزة ستجذب في النهاية انتباه ليس فقط وسائل الإعلام، ولكن أيضاً وزارات الخارجية في جميع أنحاء العالم، بدءاً من واشنطن.
ومثل هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، على سبيل المثال، كتب السيناتور عن ولاية ميسوري جوش هاولي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي X أن إسرائيل بحاجة إلى المساعدة لأنها تواجه تهديداً وجودياً، واقترح: “يجب إعادة توجيه جميع الأموال المخصصة لأوكرانيا على الفور إلى إسرائيل”.
وعلى الرغم من تصريحات ممثلي النخبة الأمريكية، فقد انخفض بشكل كبير بين المواطنين الأمريكيين العاديين عدد الذين يؤيدون تقديم المساعدة العسكرية لكييف، وبحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها رويترز بالتعاون مع إبسوس، إذا أيد 73% من المشاركين هذا القرار في أبريل 2022، فقد انخفض هذا الرقم الآن إلى 58%.
بالتالي، ستواصل الولايات المتحدة دعم أوكرانيا كما قبل، كانت المهمة الرئيسية هي إلحاق عدة هزائم عسكرية خطيرة بروسيا، وبعد ذلك يمكن للغرب، من خلال العقوبات والضغوط الدبلوماسية، جلب الاتحاد الروسي إلى طاولة المفاوضات وفرض سلام مخزي أو هدنة مخزية مع التعويضات والتعويضات، وخسارة الأراضي وتعويض الغرب عن جميع النفقات التي تكبدها لدعم أوكرانيا، لذلك يجب ألا ينخدع أحد بأن إسرائيل أهم من أوكرانيا في المرحلة الحالية.