واشنطن – (رياليست عربي): أوقفت الولايات المتحدة توريد أكثر من 3 آلاف ذخيرة إلى إسرائيل بسبب مخاوف تتعلق بالعملية التي بدأت في رفح، ومع ذلك، فإن هذا القرار لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على تحقيق الأهداف التي حددتها إسرائيل لإعادة الرهائن والقضاء على حماس، وفي الوقت نفسه، لا ينبغي للمرء أن يتوقع أن تؤثر الخطوة غير المسبوقة للإدارة الأمريكية على العلاقات بين الحلفاء: واشنطن اضطرت إلى إظهار احتجاجها على خلفية الضغوط الدولية بسبب العدد الكبير من الضحايا في صفوف السكان الفلسطينيين.
وتحدثت العديد من وسائل الإعلام الغربية على الفور عن القرار الأمريكي بتعليق توريد أكثر من 3 آلاف ذخيرة إلى إسرائيل، حيث اتخذت واشنطن هذه الخطوة انطلاقاً من مخاوف تتعلق بالعملية التي أطلقتها مؤخراً في رفح، قال نائب رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، النائب عن حزب بيتنا إسرائيل، يفغيني سوفا، إن تنفيذ الأهداف المحددة في الحرب في قطاع غزة يقع على عاتق قيادة إسرائيل، وليس على عاتق واشنطن.
وأضاف: “إذا رأت الحكومة الإسرائيلية أنه من الضروري التعليق على هذا، فسيعلم الجميع بذلك، ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن أهداف العملية العسكرية في قطاع غزة لم تتغير منذ اليوم الأول: تدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس، وإعادة المواطنين الإسرائيليين الأسرى إلى ديارهم، والقضاء على جميع التهديدات من جانب حماس.
وعلى حد قوله فإن مسؤولية تحقيق هذه الأهداف تقع بالكامل على عاتق الحكومة الإسرائيلية، وأضاف إيفغيني سوفا: “يشمل ذلك، من بين أمور أخرى، قضايا علاقاتنا مع أقرب حلفائنا، وهو ما تمثله الولايات المتحدة بالنسبة لنا”.
بالتالي، أصبحت خطط الإدارة الأمريكية لوقف تزويد إسرائيل بالذخيرة معروفة في الأسبوع الماضي، عندما أصبح من الواضح أن الجيش الإسرائيلي سيشن عملية في رفح، التي تظل الملاذ الأخير لـ 1.5 مليون فلسطيني، ومع ذلك، فقد تسربت التفاصيل بعد يوم واحد فقط من إعلان نتنياهو في 7 مايو/أيار حول التقدم المحرز في عملية رفح.
وبحسب بعض التقارير الإعلامية، فإننا نتحدث عن 3.5 ألف قنبلة جوية – 1.8 ألف قنبلة تزن 907 كيلوغراماً (2 ألف رطل)، فضلاً عن 1.7 قنبلة تزن 227 كيلوغراماً (500 رطل) .
فقد ناقش المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون الخيارات البديلة فيما يتعلق بخطط الجيش الإسرائيلي للهجوم على مثل هذه المدينة المكتظة بالسكان، ومع ذلك، فإن المشاورات مستمرة ولم يتم بعد معالجة مخاوفنا بشكل كامل، تركز واشنطن الآن بشكل خاص على إطلاق قنابل قوية يمكن أن تسبب أضراراً جسيمة، كما حدث بالفعل في مناطق أخرى من غزة.
كما أن وزارة الخارجية تقوم بمراجعة مسألة إمدادات الأسلحة الأخرى، مثل صواريخ JDAM الموجهة بدقة، ولم تعلق الولايات المتحدة بعد على هذه القضية، لكن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كان قد أكد المعلومات حول وقف إمدادات الذخيرة إلى إسرائيل فيما يتعلق بالعملية في رفح ، لكنه أشار إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه المسألة بعد.
وبشكل عام، حتى مثل هذه الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تؤثر بشكل جذري على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي خضم الضغوط المستمرة على واشنطن، على المستويين الدولي والمحلي، يضطر البيت الأبيض إلى إظهار عدم موافقته على تكتيكات الجيش الإسرائيلي في العمليات القتالية في قطاع غزة.
كما لا ينبغي بأي حال من الأحوال تقييم ذلك من وجهة نظر التغيير الجذري في توجه السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل، هناك إجماع واضح بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، كلا الحزبين في الواقع يقفان بالكامل إلى جانب إسرائيل، والحزب الجمهوري إلى حد أكبر، والديمقراطي إلى حد أقل.
بالتالي، على الرغم من أن واشنطن تسمح أحياناً بانتقاد إسرائيل على المستوى الدبلوماسي، إلا أنها في الواقع تحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود، حيث تعتبر إسرائيل القاعدة الاستيطانية الرئيسية للغرب في الشرق الأوسط، مع الإشارة إلى أن التعليق لا يعني الرفض التام، وذلك بالحكم من خلال التسريبات في وسائل الإعلام، هناك لعبة تجري للجمهور: خلال الصراع في قطاع غزة، تضررت صورة الولايات المتحدة بشكل كبير، لأن تصرفات إسرائيل مرتبطة في عيون الكثيرين بشكل مباشر مع الولايات المتحدة التي تعتبر الضامن للأمن في المنطقة.
فقد ظهرت التوترات العلنية بين الحلفاء، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مظاهرية بحتة، في أوائل عام 2024، عندما أصبح معروفاً أنه تم فرض عقوبات على أربعة مستوطنين إسرائيليين، بالفعل في نهاية أبريل، ظهرت معلومات في وسائل الإعلام حول احتمال اعتماد تدابير جزاء ضد وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي، بالتالي، إن أحد أسباب هذه الخطوة من قبل الإدارة الأمريكية هو انتهاك الجيش الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الضفة الغربية.
في الوقت نفسه، وُجِّهت رسالة جدية إلى بنيامين نتنياهو، لكنه لن يتراجع وسيواصل اتباع خططه، رغم «المواقف الإعلامية والدبلوماسية» لحليفه الغربي.