موسكو – (رياليست عربي): أفادت وسائل إعلام عربية أن الولايات المتحدة قررت نشر فرقة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية لمحاربة حركة الحوثيين أنصار الله، ووفقاً لهم، يتم بالفعل بناء مدرج بالقرب من مدخل البحر الأحمر.
واتخذت واشنطن هذه الخطوة لأن السعودية رفضت منح الأمريكيين الإذن بتحليق طائرات مقاتلة، بالتالي، إن الجزيرة تحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً ويمكن للولايات المتحدة استخدامه للسيطرة على الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية بأكمله، لكن من وجهة نظرهم، من غير المرجح أن يؤثر ذلك على أنشطة الحوثيين أنفسهم.
الاحتلال الكامل
وجاء في بيان وقعه وجهاء ووجهاء جزيرة سقطرى اليمنية، أن “سكان جزيرة سقطرى اليمنية يعارضون بشدة الوجود الأمريكي ويرفضون الدفاعات الجوية الإسرائيلية ويؤكدون سيادتهم وسط تصاعد التوترات”.
ويشير المنشور إلى أن “البيان ، الذي صدر بناء على معلومات تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية من جزيرة سقطرى، يؤكد وجود مؤامرة في الجزيرة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل”.
كما تُظهر صور الأقمار الصناعية أنه يجري بناء مهبط للطائرات في جزيرة سقطرى بالقرب من مدخل البحر الأحمر، وهذا يمثل تطوراً مهماً نظراً للأهمية الجيواستراتيجية للمنطقة وسط التصعيد الإقليمي الناجم عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولوحظ أن مثل هذه الحاجة نشأت على خلفية العملية الأمريكية والبريطانية في اليمن ضد حركة الحوثيين أنصار الله، وبسبب رفض السعودية السماح للطائرات المقاتلة بالتحليق فوقها.
أهمية استراتيجية
تم بالفعل نشر عدد محدود من القوات الخاصة الأمريكية في اليمن منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأت الحرب ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (المجموعة معترف بها كمنظمة إرهابية في روسيا وهي محظورة)، كما تم الحصول على هذه البيانات من الوثائق التي يقدمها البيت الأبيض بانتظام إلى الكونغرس كجزء من استخدام صلاحياته العسكرية الحصرية في الخارج.
وفي المقابل، تعد سقطرى نقطة استراتيجية مهمة داخل منطقة نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو هيكل انفصالي يعارض الحكومة المركزية المتمركزة في العاصمة اليمنية صنعاء والحوثيين.
ويعتقد أن المجلس الانتقالي الجنوبي مدعوم من الإمارات التي تسيطر على طرق النقل المؤدية إلى الأرخبيل، لقد أنزلت الإمارات جيشها على هذه المنطقة قبل ست سنوات، ثم اتهمت السلطات اليمنية أبو ظبي بالتوسع والرغبة في “تقسيم اليمن إلى محميات”.
وتفاقم الوضع أكثر في عام 2020، عندما أبرمت الإمارات وإسرائيل اتفاقيات لتطبيع العلاقات الثنائية، ثم كانت هناك تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي قد يستخدم الأرخبيل لمراقبة إيران ومنع الحوثيين من إطلاق الصواريخ.
وفي عام 2022، نشطت وسائل الإعلام الغربية في الكتابة بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت تدرس بجدية سقطرى كمكان لنشر الرادارات وعناصر أنظمة الدفاع الصاروخي.
في الوقت نفسه، ينفي البنتاغون أن يكون لدى الولايات المتحدة خطط لنشر فرقتها العسكرية في سقطرى في إطار القتال ضد حركة الحوثيين أنصار الله، بالتالي قد لا يكون هناك سوى بعض الحقيقة في هذه التصريحات، حيث لا تستطيع واشنطن التقليل من الأهمية الجيواستراتيجية لهذا الأرخبيل.
ويأتي المسعى الأمريكي انطلاقاً من أن اليمن لا تسيطر عمليا على أي شيء على أراضيها، إذا أراد الأمريكيون تمركز قواتهم المسلحة في سقطرى، فسوف يفعلون ذلك، خاصة وأن الأرخبيل لديه بالفعل مطار، لذلك لن تكون هناك حاجة لإنشاء بنية تحتية من الصفر، فهناك ميناء صغير.
كما أن الجزيرة نفسها صغيرة، ولا يوجد بها سوى بضع مناطق ومدن، لذلك سيكون من السهل جداً على الأمريكيين السيطرة على مثل هذه المنطقة وتحويل الجزيرة بأكملها إلى قاعدة عسكرية – لقد فعلوا ذلك أكثر من مرة في تاريخ العالم.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع سقطرى بموقع استراتيجي مهم – حيث يقع أقرب ساحل لليمن على بعد حوالي 360 كم، ومدينة عدن الساحلية على بعد 900 كم، ومضيق باب المندب، حيث يدور القتال الرئيسي في المنطقة كجزء من الحصار الإسرائيلي أقل من 1100 كيلومتر، ومن الجزيرة إلى الساحل الإيراني حوالي 1.6 ألف كيلومتر مباشرة.
وتقع بجوار الصومال والقرن الأفريقي، لذا فإن وضع قاعدة عسكرية هناك لا يسمح فقط بتعزيز موقف واشنطن في القتال ضد الحوثيين، بل يفتح لهم أيضاً مساحة كبيرة للعمل مع الصومال و القرن الأفريقي، وبمساعدة هذه الجزيرة يمكن التحكم في دخول السفن إلى خليج عدن.
بالتالي إن السيطرة على جزيرة سقطرى هي في الواقع السيطرة على جميع السفن التي تدخل مضيق باب المندب، بما في ذلك تلك التي وعد الحوثيون بعدم إطلاق النار عليها – السفن الروسية والصينية.