أنقرة – (رياليست عربي): زعمت السلطات التركية، إجهاض محاولة اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان، في مدينة سرت جنوبي البلاد خلال لقائه ممثلي منظمات المجتمع المدني، عبر وضع عبوة ناسفة أسفل سيارات تابعة للحرس الرئاسي.
وقالت وزارة الداخلية التركية في بيان فندت فيه تفاصيل الحادث المزعوم، إن أحد أفراد الأمن لاحظ جسم غريب أسفل سيارة تابعة لحرس الرئيس التركي، تبين أنها عبوة ناسفة يدوية الصنع تم زرعها بهدف تفجيرها داخل مكان تواجد أردوغان خلال اللقاء مع ممثلي المجتمع المدني في سرت.. إلى هنا تم انتهاء الاقتباس من بيان الداخلية التركية الذي تخلله عبارات عن التمشيط وتتبع الجناة الديباجة المعتادة في مثل تلك البيانات.
وبالتدقيق بين سطور حادث الاغتيال يتضح مدى الفكر التقليدي الذي يلجأ له نظام الرئيس التركي، والذي اعتاد استخدام لعبة القنابل، بهدف خلق متفجرات إعلامية تخطف العيون بعيداً عن أزماته الداخلية، فمجرد ضابط مبتدأ في أحد الأجهزة الأمنية في دول نامية يستطيع تكذيب مزاعم محاولة اغتيال رئيس دولة مثل تركيا، بهذه السذاجة الأمنية ومجرد فكرة إمكانية الوصول لسيارات طاقم حراسة الرئيس تعد فكرة انتحارية في دائرة مغلقة مثل الدائرة الأمنية التي فرضها أردوغان حوله، منذ تخلصه من الأصدقاء قبل الأعداء بهدف الانفراد بالسلطة.
عبر التاريخ كانت عملية تفخيخ سيارات الزعماء أو أطقمهم الأمنية تتم بخيانة داخلية، وفي هذه الحالة لن يتم اكتشافها بطريقة أشبه بالأفلام الكوميدية في سينما هوليوود، خصوصاً أن أردوغان حرص على إلقاء كلمته ولم يلغها أو حتى يتم تأجيلها لساعات كضرورة أمنية لحين تمشيط محيط تواجد رئيس الدولة، واكتشاف زرع أية أجسام أخرى أو وجود عناصر مسلحة ترابط عن قرب استعداداً للفوضى.
وكعادته سارع الرئيس التركي بتوجيه الاتهام إلى عناصر حزب العمال الكردستاني، وتوعد بمحاربة ومكافحة الإرهاب، استباق أردوغان لنتائج التحقيقات التي أعلنتها وزارة داخليته أنها لازالت تجريها، وحسم القرار وكشف الجهة المتورطة على استعجال.. جميع هذه الأمور مجتمعة حسمت الشكوك في رواية محاولة اغتيال أردوغان.
وفي هذا الصدد قالت مصادر مقربة من حركة الخدمة التركية، لزعيمها فتح الله غولن، إن ما أشيع، حول الحادث، هو مجرد هدف لفرض قبضة أمنية مشددة بذريعة حماية البلاد في ظل المخاوف من انفلات الأوضاع شعبياً على خلفية انهيار الليرة وتصدع الاقتصاد بطريقة غير مسبوقة، تهدد باستقرار الدولة.
كما رحجت أنها تواجه أي تظاهرات شعبية في ظل حالة الاختناق الشعبي، بقبضة أمنية حديدية يتم فرضها على الداخل التركي، لهروب الرئيس من أزماته الداخلية بخلق حالة من التوترات الأمنية في البلاد.
خاص وكالة رياليست.