بيروت – (رياليست عربي): قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إن لبنان قد يحتاج إلى 6 أو 7 سنوات حتى يستطيع الخروج من الأزمة الحالية، بينما يعيق الانقسام السياسي في البلاد، القدرة على تنفيذ إصلاحات ضرورية يطلبها المجتمع الدولي حتى يقدم الدعم، طبقاً لوكالات أنباء.
وتأتي تقديرات ميشال عون بشأن التعافي من الأزمة، على نحو غير متفائل، فيما يشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً، فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس/ آب 2020، وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.
تصاعد الأزمة
إن التوقعات بحسب الإحصائيات تقول إن لبنان في طريقه بعد الإنهيار إلى عزلة دولية، بعد تخلي أغلب الحلفاء الذين كان يعول عليهم، وفي مقدمتهم دول الخليج، إذ أن أزمة جورج قرداحي لم تكن سبب فتيل قطع العلاقات بقدر ما هي الذريعة التي كان يريدها الخليج، بسبب تعنت الحكومة اللبنانية في السنوات الأخيرة، وبطبيعة الحال، فاقم هذا الوضع وأثر شكل سلبي على الأوضاع اللبنانية على كافة الأصعدة.
أيضاً القطاع الصحي ليس أفضل حالاً من غيره، فقد أغلقت أقسام العزل في كثيرمن المشافي اللبناني في وقت كانت تضم أكثر من 2500 سرير، ليصبح العدد أقل من 1000 سرير، بسبب هجرة الأطباء والممرضين، ما يعني أن البلاد تدمرت من كل النواحي، وبات لبنان دولة بلا شعب بستطيع الاتحاد لتجاوز أزماته في ظل هجرة الكثير مؤخراً بسبب الأوضاع الصعبة التي يعانون منها.
أزمة المصارف
لعل من فجر الأزمة منذ بدايتها هي الإطباق على أموال المودعين وتعبهم في المصارف وحرمانهم من مدخراتهم بشكل لا ممكن تحمله، فسعر الصرف في السوق السوداء يختلف بنسبة 90% عن السعر الممنوح للمواطنيين اللبنانيين في المصارف وهو أمر تطلب تدخل الحكومة التي رفعت الدعم عن بعض الأساسيات منها الدواء والمحروقات، لتزيد الأعباء وتتراكم الأزمات.
يُضاف إلى ذلك، جمود نقل الغاز المصري إلى لبنان رغم الانتهاء من كل الأعمال اللوجستية والفنية، وذهاب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إلى مصر لاستعجال الطرف المصري بتوريد الغاز في ظل أزمة كهرباء خانقة يعيشها هذا البلد المنكوب، لتخرج التصريحات وتتحدث عن جنوح الولايات المتحدة من تنفيذ وعودها في هذا الجانب.
من هنا، يبدو أن مصير الانهيار اللبناني ككل سببه موقف حزب الله الرافض سحب السلاح وعدم التدخل في شؤون دول الجوار، أتى الموقف الغربي متماهياً مع أغلب الدول العربية للضغط على لبنان، مقابل تقديم بعض التنازلات من الحزب الرافض لكل أشكال التطبيع مع الدول الغربية رغم وضعه مؤخراً على قوائم الإرهاب في أكثر من عاصمة أوروبية وغربية، ليكون إنقاذ لبنان من الانهيار التام يده وإنقاذ الشعب من الهجرة نحو المجهول، بالتالي، يحتاج لبنان إلى أعوام طويلة أكثر بكثير من توقعات الرئيس عون، إلا إذا حدثت معجزة، وهذا في الوضع الحالي القاتم من سابع المستحيلات.
خاص وكالة رياليست.