بيروت – (رياليست عربي): قال مسؤول لبناني إن البلاد دخلت في ظلام تام بعد خروج أكبر محطتي كهرباء من الخدمة بسبب نقص الوقود، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وأكدت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان صحفي توقف محطتي دير عمار والزهراني لتوليد الكهرباء عن العمل “ما انعكس مباشرة على ثبات واستقرار الشبكة وأدى إلى هبوطها بشكل كامل دون إمكانية إعادة بنائها مجدداً في الوقت الراهن في ظل في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة والقدرة المتدنية من جهة واستمرار وجود محطات تحويل رئيسية خارجة عن سيطرة المؤسسة من جهة أخرى.
لا خطة ولا حل
إن خروج الشبكة الكهربائية عن العمل في لبنان هو أمر متوقع، خاصة وأن المشروع الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وبمباركة أمريكية لم يتحقق بعد، كذلك يتزامن قطع الشبكة مع زيارة وزير الخارجية الإيرامي أمير حسين عبد اللهيان إلى بيروت، وتصريحات إيرانية تتحدث عن استمرار إمداد لبنان بالمشتقات النفطية، الأمر الذي يحدث فجوة كبيرة بين التصريحات الوردية والواقع الأسود الذي فُرض على هذا البلد في ظل انعدام الكهرباء والبلاد مقبلة على فصل الشتاء.
وقال المصدر اللبناني أيضاً، إن “شبكة كهرباء لبنان توقفت تماماً عن العمل عند ظهر اليوم (الأمس)، ومن المستبعد أن تعمل حتى نهار الاثنين القادم أو لأيام عدة”، مضيفاً، أن شركة كهرباء لبنان تحاول أن تستعين بمخزون الجيش من زيت الوقود لتشغيل إحدى المحطتين بشكل مؤقت لكن ذلك لن يحدث قريباً.
انتظار وترقب
يعول لبنان اليوم على العراق في وصول الشحنة المتفق عليها بحسب الاتفاق المبرم بين الجانبين، وحتى إن وصلت من المستبعد ان يكون ذلك حلاً لهذه الأزمة الضخمة، فوصول الشحنة ليس أكثر من مجرد حل إسعافي ومؤقت، قد ينعكس إيجابياً على الوضع ولكن لفترة محدودة، خاصة وأن شريحة لبنانية كبيرة رافضة للوقود والمشتقات النفطية الإيرانية، والتي هي شحنات خجولة لا ترقى لحجم ما تملك إيران من نفط تستطيع من خلاله مد لبنان بالكهرباء لسنوات، إلا أن هذا التقشف في الكميات وبحسب المعلومات مرده أن طهران سبق وأن عرضت إقامة محطة كهربائية للبنان، يبدو أن طلبها قوبل بالرفض، ولكن في المقابل هي لا تريد خسارة القاعدة الشعبية الكبيرة التي تملكها خاصة من مؤيدي حزب الله اللبناني.
الجدير بالذكر أن الشعب اللبناني يعتمد على مولدات الكهرباء الخاصة التي تعمل بالديزل بالرغم من نقص المعروض، ونتجت أزمة الوقود عن انهيار مالي يعصف بالاقتصاد اللبناني منذ 2019، حيث فقدت العملة نحو 90 بالمئة من قيمتها وانزلق أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر.خاص وكالة “رياليست”.