القاهرة – (رياليست عربي): يُلقي وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خطاباً أمام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (مقرها القاهرة) على مستوى المندوبين الدائمين، في رسالة سريعة من روسيا رداً على تصريحات فراغ الشرق الأوسط الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في السعودية، خلال مشاركته في قمة جدة التي حضرها قادة التعاون الخليجي الـ 6 إضافة إلى مصر والأردن والعراق.
ويلتقي رأس الدبلوماسية الروسية، السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على هامش زيارته إلى مصر التي تأتي في مستهل جولة أفريقية، وقبل أن ينطق لافروف بكلمة من خطابه أمام المندوبين العرب بالجامعة، تلقت الولايات المتحدة رسالة موسكو الدبلوماسية، وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس على تحركات لافروف بقوله: إن واشنطن تركز على الرسائل التي تنقلها موسكو لمحاوريها خلال هذه اللقاءات.
تأتي زيارة لافروف إلى القاهرة بعد أكثر من أسبوع على جولة للرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، التي زار خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، حيث شارك في قمة تجمع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق.
تحركات الدبلوماسية الروسية هدفت للرد على الصلف الأميركي، الذي تجسد على لسان رئيسها جو بايدن في السعودية، عندما أعلن عدم انسحاب بلاده من الشرق الأوسط، وترك فراغاً تشغله الصين وروسيا، وهو التصريح الذي أثار حفيظة عدد من الدول العربية الفاعلة في الإقليم، بسبب النظرة الأميركية لدول المنطقة على أنها مجرد تابع تركه وحيداً يجعلها في الفراغ لحين وجود قوى بديلة تسكنه، الأمر الذي رآها مراقبون فرصة مواتية لروسيا التي تتعامل مع الشركاء بمنطق التعاون وليس الابتزاز.
هذا وقد ربطت دوائر غربية بين القمة الثلاثية التي عقدها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في طهران مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الدولة المضيفة إبراهيم رئيسي، وبعدها حديثه الهاتفي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وصولاً لجولة وزير خارجيته الإفريقية وحرصه على أن تكون محطته الأولى مصر وزيارة الجامعة العربية، بمثابة ردود سريعة على الولايات المتحدة للتأكيد على المكانة التي باتت تتمتع بها موسكو لدى شعوب المنطقة، والتعاون الوثيق مع دولها وانتهاء زمن الخصومات الدبلوماسية مع موسكو ترضية لواشنطن.
خاص وكالة رياليست.