واشنطن – (رياليست عربي): شهدت العلاقات السعودية الأميركية في ظل حكم الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، منعطفات غير مسبوقة وصلت لحد تعارض المصالح، منذ انطلاق حملة الرئيس الأميركي قبل الفوز بمنصبه أمام منافسه الجمهوري، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
عوّل بايدن إبان حملته الانتخابية على قضية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، ووجه اتهامات مباشرة لولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، بالتورط في الواقعة وتعهد عقب تسلم مهام منصبه بعدم مصافحته لتظل الصورة الشهيرة للمصافحة بينهما عائقاً في طريق العلاقات بين واشنطن والرياض.
مؤخراً خرج الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في لقاء صحفي انتقد خلاله تصرفات بايدن تجاه حكام المملكة العربية السعودية، وطريقة المصافحة بين بايدن والأمير محمد بن سلمان، والذي وصفه بملك البلاد المستقبلي.
وعول ترامب خلال الفترة الماضية على دور سعودي في إسقاط غريمه على كرسي المكتب البيضاوي، واستغل حالة التضخم التي تولدت من العقوبات على الاتحاد الروسي، وزادت مع وقف الأخيرة تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وانغماس الولايات المتحدة الأميركية فى حرب أوكرانيا وأزمات أوروبا، والتي دفعت بايدن للطلب من المملكة زيادة إنتاج النفط لتعويض الأسواق، وبعث خلال الأشهر الماضية العديد من رموز إداراته لإقناع السعودية بالعدول عن قرار تخفيض الانتاج، الأمر الذي رفضته الأخيرة وبلغ التناوش بين الطرفين سقفه بما يعكس مدى تردي العلاقات.
ووفق مصادر دبلوماسية، إن ترامب فتح خطوط اتصال مع ولي العهد السعودي من خلال صهره جاريد كوشنر، الذي تربطه علاقة صداقة بالأمير محمد بن سلمان، وطلب منه معاونته في تضييق الخناق على الإدارة الديمقراطية، وقدم له وعود المستقبل بتطوير العلاقات فى حال عودة الرئيس الجمهوري السابق إلى البيت الأبيض مجددا مطلع العام المقبل 2024.
وعود ترامب، شملت أيضاً منح بن سلمان المزيد من الصلاحيات لقيادة منطقة الشرق الأوسط، والتعويل عليه في صناعة القرار، مستغلاً حالة التضاد بين الأمير محمد بن سلمان وعدد من القادة العرب التي برزت على السطح مؤخراً.
ومؤخراً حاولت الإدارة الديمقراطية الفوز بصفقة تطبيع إقليمية بين السعودية وإسرائيل، لتعويض السنوات العجاف في العلاقات، لكن تمسك الرياض بالحصول على النووي مقابل الموافقة على الانضمام إلى اتفاقات أبراهام عرقل المضي قدماً في تلك الخطوة، الأمر الذي يعني بقاء العلاقات المتجمدة على ماهي عليه، لحين عودة ترامب إلى البيت الأبيض والحصول على الجائزة الكبرى.