الدوحة – (رياليست عربي): تطور مفاجئ وزيارة غير مسبوقة.. بهذه الكلمات يمكن تلخيص زيارة رئيس دولة الإمارات العربية إلى العاصمة القطرية «الدوحة» وعقد مباحثات موسعة مع الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد.
وقال الديوان الأميري القطري عقب انتهاء المباحثات بين الشيخ محمد بن زايد، والأمير تميم بن حمد، إن المباحثات بينهما تركزت على العلاقات بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتوطيدها في مختلف المجالات؛ وأضاف أنه جرى استعراض لتطوّرات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حيال عدد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك.
وفي تغريدة على تويتر، هنّأ رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد قطر بنجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم. وقال إنه بحث العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة.
ومن جانبه رحب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الدوحة. وقال أمير دولة قطر، في تغريدة على تويتر، إنه جرى تبادل لوجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها سبل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
بعيدا عن البيانات البروتوكولية التى تخلو فى العادة من الكواليس والترتيبات التي أدت في نهاية المطاف، لطي صفحة الخلافات بين البلدين – الإمارات وقطر- خاصة أن أبوظبي ظلت متحفظة على تطبيع العلاقات مع الدوحة على العكس من الرياض التي بدأت إنهاء سنوات المقاطعة، ولحقت بها القاهرة، لتحل الإمارات الثالثة فى عقد اللقاءات الثنائية على مستوى القادة وتنهي هي الأخرى أعوام مقاطعة وخلافات طالت لسنوات.
ووفق مصادر دبلوماسية خليجية، أن الحرب الروسية الأوكرانية، سرعت الوفاق بين الإمارات وقطر، بعدما تكشف للجميع الأهداف الأميركية فى ابتزاز الدول الخليجية وجعل ثرواتها من النفط والغاز رهينة فى قبضة واشنطن تتصرف فيها كيفما تشاء.
الموقف العربي الموحد الرافض للابتزاز الأمريكي الذي تبنته السعودية الإمارات فى وجه الوفود الأميركية، والذي تناغم إلى حد كبير الموقف القطري معه، حيث شدد الأمير تميم بن حمد، على رفضه الانصياع لطلبات الولايات المتحدة وتحفظ على سياسة فرض العقوبات مع روسيا.
ووفق المصادر، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قاد جهود التوافق وتقريب وجهات النظر بين الشيخ محمد بن زايد، والأمير تميم بن حمد، بهدف ترميم شرخ البيت الخليجي بعد استشعار الجميع بالخيانة الأميركية المعلنة وتعمد معايرة العرب بالحماية العسكرية الأمر الذي بات مرفوضا من قبل قادة الخليج الجدد.
وجاءت زيارة رئيس دولة الإمارات إلى قطر بهدف ترتيب البيت الخليجي من الداخل، استعدادا للقمة الخليجية – الصينية، التي أعلن عنها مسبقا قبل وصول الرئيس الصينى إلى السعودية نهاية الأسبوع.
وتسعى الأطراف الخليجية إلى التوافق تجاه السياسية الخارجية، وبدأ منذ الأن ترتيب الأوضاع لإنجاح قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون فى دورتها الـ43 المقرر إقامتها فى سلطنة عمان.
ويسعى قادة الخليج من خلال هذه القمة إظهار روح التعاون والصف الواحد فى وجه الولايات المتحدة بعدما استشعر الجميع خطر الانسياق خلف واشنطن وتقديم شيكات على بياض للجانب الأميركي.