أنقرة – (رياليست عربي): دعا زعماء المعارضة التركية، إلى إجراء انتخابات مبكرة فوراً، بعد تراجع قيمة الليرة ستة بالمئة، ووصولها إلى مستويات متدنية جديدة، عقب قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة تحت ضغط من الرئيس رجب طيب أردوغان، طبقاً لوكالة “رويترز“.
تأتي هذه الدعوات بسبب الانهيار الاقتصادي الداخلي وتوجه السياسة التركية نحو الخارج وإهمال الداخل، لكن على الرغم من محاولة البنك المركزي التركي خفض الفائدة في إجراء له تبعات خطيرة جداً، لكن هذا لم يحقق نتائج مرجوة، في ضوء الهبوط غير المسبوق لليرة التركية، إذ منذ حدوث أسوأ هبوط لها في العام 2018، تعد هذه المرة هي الأسوأ، حيث هوت إلى مستوى 11.3 مقابل الدولار الأمريكي، وكذلك، إلى أدنى مستوياتها أمام اليورو.
ومنذ أن اتبع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان سياسة نتج عنها خلافات كبيرة مع دول الإقليم وحتى خارجه، حمّلت المعارضة التركية الرئيس مسؤولية هذا الانهيار، فقد كتب زعيم حزب الشعب التركي المعارض، وهو أكبر الأحزاب في البلاد، كمال كليتشدار أوغلو على موقع تويتر: (هلّا توقفت يا أردوغان.. لا بد من إجراء انتخابات على الفور)، بالتالي، إذا حدث هذا الأمر، لن يبقى أردوغان حتى العام 2023 موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا وسط هذا الانهيار الذي قد يودي بالبلاد من الآن حتى موعد الانتخابات، إذا لم يتم التحرك لتجنب التداعيات أكثر من ذلك.
ليس فقط حزب الشعب الممتعض من تصرفات الرئيس التوسعي الذي دّمر تركيا، فقد قالت رئيسة حزب الخير التركي، ميرال أكشنار: (إن أردوغان “قضى على أموالنا وسمعتنا”)، وأضافت: “إذا كان يفعل هذا عن قصد فهذه خيانة صارخة. وإذا كان (هذا الانهيار) ناتجاً عن الافتقار إلى الكفاءة، فمن الواضح ما يجب القيام به.. يجب وقف هذا العار عن طريق التوجه إلى صناديق الاقتراع في أقرب وقت ممكن”.
من هنا، هذه الدعوات ليس آنية، ولن تقف عند هذا الحد، تركيا دولة صناعية، إلا أن السياسة الخارجية التركية والتدخلات خاصة العسكرية منها، تعد أحد الأسباب المباشرة إلى هذا الانهيار، ففي ليبيا رغم أن تركيا لها سنوات متورطة في الملف الليبي على أمل الحصول على منافع ومكاسب اقتصادية لكن اليوم هناك أصوات دولية وليبية تريد منها الخروج بقواتها ومرتزقتها، كما في سوريا أيضاً، لم تحقق أية مكاسب تذكر، ولن تكون أفضل حالاً من ليبيا، حتى أميركيّاً لم تعد تركيا المدللة في حكم الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، لتكون تركيا أمام مرحلة مفصلية وحساسة وخطيرة بسبب أردوغان الذي قال عنه بايدن في وقتٍ سابق أنه (متهور).
خاص وكالة رياليست.