إعترضت الدفاعات الجوية السورية “أهدافاً معادية”، في سماء العاصمة السورية – دمشق، وذلك في أحدث موجة ضربات قالت مصادر مخابرات غربية إنها ضربات إسرائيلية على أهداف مدعومة من إيران في سوريا، ولم ترد بعد أي تفاصيل أخرى. وأظهر تصوير مباشر انفجارات في سماء العاصمة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
إن العدوان الإسرائيلي على سوريا، وتحديداً جنوب دمشق، والذي إنطلق من الجولان السوري المحتل، يأتي بعد يوم واحد من الانتخابات التشريعية التي ورغم الظروف التي تعاني منها البلاد، إستطاعت إنجاح هذا الإستحقاق، الأمر الذي أزعج كثيرون ممن يعتبرون أن الانتخابات لن تقدم ولا تؤخر في إنهاء الحالة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، متغافلين عن المسؤولين الحقيقيين إزاء هذا الوضع، ليكتمل المشهد بعدوان إسرائيلي، يضفي مشهداً بغية مزيد من التعقيدات على الأرض.
ويكمن السبب الرئيس جراء هذا العدوان، إيصال رسائل متعددة منها:
أولاً، رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، وإظهار أن إسرائيل لا تزال تتحكم بالمنطقة من خلال بنك الأهداف الذي تختاره من وقت لآخر.
ثانياً، رسالة إلى التنظيمات الإرهابية خاصة في الجنوب السوري بعد يوم واحد من إغتيال ضابط سوري على طريق درعا.
ثالثاً، إعتمدت إسرائيل في عدوانها على كثافة الصواريخ التي استخدمت خلاله، والتي تشير إلى أن الغاية منه هو اختبار منظومات الردع الجوي بشكل أساسي بعد الاتفاق السوري – الإيراني.
رابعاً، وضع سوريا في دائرة الفراغ والعزلة الدولية، في ظل غياب المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، دون إصدار أي إدانة لأي عدوان منذ بداية الحرب على البلاد.
وبالتالي، إن ما يحدث هو إمتعاض إسرائيلي يشي بأن تل أبيب، تستطيع أن تخلط الأوراق متى ما أرادت، رغم سوء الوضع الداخلي لديها، فهي منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي تحاول إشعال المنطقة، من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إلى حد ما، بهدف مشروعها “شرق المتوسط – إيست ميد” الذي يهدف إلى نقل الغاز من فلسطين عبر قبرص واليونان وإيطاليا إلى أوروبا، ومن هنا تتكشف دوافع الخلاف حول البلوك “9” بينها وبين لبنان، مع الأخذ بعين الإعتبار أن هناك تنسيق إسرائيلي – تركي وإن بدا أن هناك خلافات ظاهرياً.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن إيران كانت قد إعترفت بحجم خسائرها في سوريا جراء العدوان الإسرائيلي، وبالتالي بتزويدها لسوريا بمنظومات متطورة، هو يحمي سوريا بكل تأكيد، لكن أيضاً، وبذات السياق هو حماية للمواقع والقوات الإيرانية الموجودة في سوريا، لتأتي هذه الغارات كنوع من الرد المباشر على الإتفاقية وإفشالها على الأقل من الناحية العسكرية بحسب الادعاء الإسرائيلي.
بالمحصلة، ما تحريك جبهة الجنوب السوري سوى أحد أهداف إسرائيل لإبعاد أي تواجد لإيران وحزب الله من هناك لقرب المنطقة مع جبهة الجولان السوري، وعليه، تجدر الإشارة إلى أن ظروف تل أبيب الداخلية ليست بأفضل، خاصة مع إجتياح وباء “كورونا” لعمق جيشها حيث تخطت إصابات الجيش الإسرائيلي عتبة الـ 10 آلاف جندي.
فريق عمل “رياليست”.