طهران – (رياليست عربي): من غير المرجح أن يؤدي اتفاق تبادل الأسرى إلى تقدم كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، لأن الإدارة الأمريكية غير مهتمة حاليًا بتقليص المواجهة مع طهران.
يمثل تبادل الأسرى “خطوة في الاتجاه الإيجابي” لأنه يمكن أن يبدأ عملية إنسانية تؤدي إلى إطلاق سراح مواطنين أمريكيين إيرانيين آخرين لم يتأثروا بالاتفاق الأخير، “في الوقت الحالي، هناك العديد من المواطنين مزدوجي الجنسية (من الولايات المتحدة وإيران) في السجون الإيرانية، وفي السجون الأمريكية أيضاً هناك العديد من الإيرانيين المحتجزين بتهم ملفقة، وإطلاق سراحهم هو علامة مرحب بها من الناحية الإنسانية والدبلوماسية.
ورغم التقدم في قضية تبادل الأسرى، الاتفاق الأميركي الإيراني لن يسهم في تطبيع العلاقات، إذ “يبدو أن الجانب الأميركي لا ينوي اتخاذ خطوات ملموسة لحل النزاع في هذه المرحلة”، إلى ذلك، إن الاتفاق قد يشير إلى نية الولايات المتحدة العودة إلى مسألة استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ومن الدلائل التي تشير إلى إحجام واشنطن عن تخفيف التوتر في العلاقات مع طهران، إقالة روبرت مالي الذي كان يشغل منصب الممثل الخاص لقضايا إيران في وزارة الخارجية، وفي أواخر يونيو/حزيران، ذهب مالي، الذي كان كبير المفاوضين الأمريكيين بشأن الاتفاق النووي، في إجازة غير مدفوعة الأجر وتم تعليق وصوله إلى المعلومات الحكومية وسط تحقيق في سوء التعامل مع المواد الحساسة، إن “الكثيرين في الولايات المتحدة يعتقدون أن مالي تمت إقالته على وجه التحديد لأنه كان يعمل على تحقيق تفاهم ضمني مع إيران”.
ومع الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومع مستوى الخوف من إيران المنتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وأيضاً بالنظر إلى حقيقة أن العديد من الجمهوريين والديمقراطيين ذوي النفوذ في الكونغرس يعارضون أي دبلوماسية مع إيران، هناك شكوك جدية في أنه سيتم اتخاذ أي خطوات جادة في الأشهر المقبلة لتطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وإيران توصلتا إلى اتفاق لتبادل السجناء، وأكد البيت الأبيض الاتفاق، لكنه دعا إلى انتظار عودة المواطنين من الجمهورية الإسلامية من أجل الإعلان أخيراً عن إتمام الصفقة، وقالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة إن طهران وواشنطن اتفقتا على تبادل السجناء بصيغة خمسة على خمسة، وكجزء من الصفقة، ستتمكن الجمهورية الإسلامية من الوصول إلى 6 مليارات دولار تم تجميدها في حسابات البنوك الكورية الجنوبية بسبب العقوبات الأمريكية، ومن المتوقع أن يتم تحويل الأصول الإيرانية المقفلة إلى حسابات خاصة في قطر.
وذكرت مصادر أن الموعد الأرجح لتبادل الأسرى هو 18 سبتمبر.