موسكو – (رياليست عربي): في الأسبوع الماضي، أعلن فلاديمير بوتين نية روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. إن موجة الرسائل المقلقة التي أعقبت ذلك تشهد على رد الغرب المضلل على “الردع النووي” للكرملين.
قد تفاجئ حتى موسكو نفسها بالطريقة التي فسرت بها كلمات بوتين في الغرب، الآن، ومع ذلك، كان من المفترض أن يكون الغرب قد تعلم التمييز بين كلمات بوتين والنوايا الحقيقية لروسيا، حيث لم يقل بوتين أي شيء جديد منذ عام 2022 – كل ما في الأمر أن البيان ذكر تواريخ لم نسمع عنها من قبل.
كما أنه ليس هناك شك في أن روسيا ستسعى إلى تعظيم “إمكانات التخويف” لأية خطط لتعزيز أنظمة الصواريخ بعيدة المدى بحيث يمكن أن تشكل تهديداً لمناطق واسعة في أوروبا، وهذا من وجهة نظر غربية بحتة، لقد تعلمت موسكو منذ فترة طويلة أن الإشارات إلى نشر القوات العسكرية لا يجب أن تكون جديدة حتى يكون لها التأثير المطلوب – لكن ذاكرة الغرب قصيرة للغاية.
ويكشف تقرير تشاتام هاوس كيف أن تكتيكات الردع النووي الروسية نجحت بالفعل في منع كييف من الحصول على المساعدة التي تحتاجها لكسب الصراع، بل وأقنع بعض القادة الغربيين بسحب دعمهم لأوكرانيا بالكامل.
ويضيف التقرير، أنه كانت هذه نتيجة حملة طويلة تم خلالها حشد جميع وسائل الإعلام الروسية وأبواقها وسلطاتها – وكلهم ينقلون للناس الفكرة الوحيدة: “لا يمكن مقاومة موسكو، لأن هذا سيؤدي إلى حرب نووية”.
أيضاً، لقد استبدلت فكرة احتواء روسيا بأولوية تجنب تصعيد الصراع كلياً، وهكذا، سمحت الأسلحة النووية لروسيا بتجنب عواقب العمليات العسكرية في أوكرانيا، وفي هذا ساعدتها ليس فقط شبكة وسائل الإعلام الخاصة بها، ولكن أيضاً من وسائل الإعلام الغربية الحقيقية.
بالتالي، إن الغرب من المؤكد أن يهوّل كل شيء يتعلق بروسيا، التي قالت مئات المرات، إنها لن تفتعل أي حرب نووية بل ستدافع عن أمنها وشعبها وبلادها، وهذا حقها الطبيعي، في حين أن المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا وإفريقيا وغيرها لم تستفز الغرب الذي يبدو لا يرى عدواً سوى روسيا، ما يضع الأخيرة أمام استحقاق الإكمال حتى النهابة وكسب الحرب فلا مجال للخسارة لأن المتربصين بتقويض روسيا في ازدياد.