اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا دعوة روسيا لحضور قمة مجموعة السبع، التي ستعقد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2020م وأيده في هذا القرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بهذا الخصوص، بأن الانتقال من “السبع الكبار” إلى ” الثماني الكبار” لن يحدد إلا في حالة إحراز تقدم ملحوظ فيما يخص تنفيذ اتفاقيات مينسك الثانية، هذا ما أكدته وكالة الأنباء اليابانية “كيودو“، نقلا عن مصادر من الحكومة اليابانية، بأن قادة دول مجموعة السبع الكبرى ناقشوا في قمة بياريتس الفرنسية مسألة عودة روسيا إلى “السبع الكبار”، دون معرفة بنوع ومحتوى هذه المحادثات التي لم يكشف عن فحواها بعد.
عن نتائج هذه القمة في ظل الغياب الروسي، والتلميح الغربي والأمريكي لعودتها، وأسباب الرفض الروسي الإنضمام لهذا النادي، تنقل “رياليست“، رأي المحامي الروسي والسياسي يفغيني تارلو، عن تفاصيل هذا الموضوع.
عودة روسية مشروطة
الوعود بين الأحبة لا تعني في نهاية المطاف حدوث الزواج، فعرض العودة لمجموعة الثمان ووضع بضعة شروط لذلك، عبارة عن إغراء دون الحصول على شيء.
لقد حصل بوريس يلتسين على حق مجاورة والجلوس جانب قادة أكبر القوى الغربية مقابل إضعاف نفوذ روسيا والتخلي عن شبه جزيرة القرم وسحب القوات من ألمانيا وخسارة يوغوسلافيا، وتفكك الجيش وانهيار الصناعات، وبدء برنامج الخصصة بدون أسس، والسماح للجواسيس الأجانب بالسيطرة على حكومتنا وبتلاشى الطموحات الجيوسياسية والتودد للغرب.
أما بوتين فقد خسر هذا الحق بأن يكون من “الثماني الكبار” وذلك لأنه استعاد نفوذ روسيا ودورها في الساحة العالمية، واستعاد قوة الجيش وظهور الطموحات الجيوسياسية من جديد وحماية المصالح الوطنية وعودة السيطرة على القرم ودونباس، أما الآن فإنهم يلمحون إلى إمكانية عودتنا في حالة أصبحنا “جيدين ومطيعين”.
تضارب في المصالح
من الواضح أنهم لن يجعلونا في “الثماني” كشريك مساو لهم، وذلك لأننا لدينا مصالح مختلفة، قمة “السبع الكبار” ما هي إلا وسيلة لتوحيد وتنسيق الجهود بين البلدان الغربية واليابان، فهي جهة ليس لديها وضع قانوني دولي بالمقارنة بثقل مجلس الأمن الدولي، الذي تتمتع فيه روسيا والصين بحق الفيتو أو ثقل منظمة الأمم المتحدة”.
فلماذا يحتاج الغرب روسيا في مجموعة السبع؟ لفرض نفوذ إضافي على روسيا وللسيطرة على مواقفها السياسية والقدرة على معارضة الصين، فالتعاون السياسي-الإقتصادي يتم فقط على أساس ثنائي، فنحن سياسيا محرومون من حقوقنا في مجموعة السبع، فلماذا روسيا بحاجة إلى هذه المجموعة؟ لكي نجلس هناك ونتكلم معهم ونظهر أننا دولة عظمى مثلهم! العقوبات المفروضة من قبل “السبع الكبار” ضد روسيا لن تلغى ومع أوكرانيا لن تحل الأمور. إذن لا فائدة لنا من العودة إليهم.
لتظل مجموعة السبع كما هي مكونة من سبع زعماء، فنحن لدينا اهتماماتنا ومصالحنا الخاصة في دولتنا وفي العالم بأسره، كما أن هناك منظمات دولية لنا فيها وزن وحقوق كمنظمة بريكس ومنظمة شنغهاي و “قمة العشرين”، لذلك من المحتمل أنه لن يرانا لا ماكرون ولا ترامب في قمة “مجموعة السبع” عام 2020.