موسكو – (رياليست عربي): مع بداية فصل الشتاء، تبددت الآمال في أن يؤدي الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الصيف إلى نقطة تحول في مسار العمليات العسكرية للجانب الأوكراني، لكن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال يقول إن القتال سيستمر ويخطط لميزانية العام المقبل التي تفترض استمرار القتال لمدة 12 شهراً أخرى.
لقد تحدث عن ذلك في اجتماع مع مجموعة من معهد ماكين الموجودين ضمن زيارة في أوكرانيا هذا الأسبوع، ومع ذلك فإن الأوكرانيين أصبحوا الآن على استعداد للحديث بشكل أكثر صراحة عن سبل إنهاء الصراع مقارنة بما حدث أثناء الزيارات العام الماضي.
في الاجتماع مع مجموعة من البرلمانيين في مطعم على ضفاف نهر دنيبر، اندلع نقاش صاخب حول أفضل استراتيجية لإنقاذ البلاد، المعارض من أوديسا المحاصرة أليكسي جونشارينكو يضغط على أعضاء الحزب الحاكم للرئيس فولوديمير زيلينسكي، ويقول إن خطوط المعركة لم تتغير منذ عام وتم دفع الكثير من الأرواح، وقال أيضاً، إن أوكرانيا لا يمكنها القتال طالما كان ذلك ضرورياً.
ويعتقد أن كييف يجب أن تسعى للحصول على ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحماية الأراضي التي تسيطر عليها، لكن برلمانيين آخرين عبروا بصوت عالٍ عن عدم موافقتهم، وتقول ماريا ميزنتسيفا، عضو البرلمان عن خاركوف، إنهم يريدون مسحهم من على وجه الأرض، وتوافق إيلينا خومينكو، عضو اللجنة البرلمانية للسياسة الخارجية، على أن أوكرانيا يجب أن تناضل من أجل استعادة السيادة في جميع أنحاء أراضيها بعد الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وكاد غونشارينكو أن يصرخ رداً على ذلك: “كلنا نريد كل شيء، ولكن هذا هو العالم الحقيقي، وعلينا أن نتخذ قرارات بناء على خيارات حقيقية، ليس لدينا وقت غير محدود وليس لدينا عدد غير محدود من الناس.”
في اليوم التالي، ذكر العقيد من وزارة الدفاع الأوكرانية، جينادي كوفالينكو أنه من غير المرجح أن ينتهي الصراع قريباً، ويقول هو ومسؤولون دفاعيون آخرون إنهم بحاجة إلى المزيد من الأسلحة، ويقول: “نحن نعتمد بنسبة 100% على الولايات المتحدة”، ومثل غيره من المسؤولين الأوكرانيين الذين التقينا بهم، فإنه يشكر الولايات المتحدة الأمريكية بحرارة على مساعدتها ولا يبدو أنه يخشى أن تؤدي الاضطرابات الأخيرة في الكونغرس الأمريكي إلى عرقلة الالتزامات الأمريكية بمساعدة كييف.
بالتالي، وبناءً على ما سبق، إن أوكرانيا لن تطالب بالسلام، وفقاً لحديث العديد من الأشخاص هذا الأسبوع، فإن هذا أمر شخصي للغاية، وباعتبارها قوة عظمى، تستطيع الولايات المتحدة أن تحاول توجيه هذا الصراع نحو حل يحمي أوكرانيا ولا يكافئ العدوان الروسي، لكن لن يتنازل الأوكرانيون عن القتال حتى آخر رمق مهما بلغت شدة خسائرهم هذا ما نتج عن الاجتماعات الأخير.