دمشق – (رياليست عربي): ذكرت وسائل إعلام مقربة من الحشد الشعبي العراقي، بأنه عناصره شنوا هجوما بقذائف الهاون على قاعدة أميركية في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، وفق ما أعلن التلفزيون السوري، ليلة الأحد.
وسمع دوي انفجار من جهة معمل كونيكو للغاز الذي تتخذه قوات الاحتلال الأميركي قاعدة عسكرية بريف دير الزور الشرقي.
تصعيد حدودي
إن الشرق السوري المتاخم للحدود العراقية، بات مصرع الأحداث العسكرية الجديدة، إذ يتواجد فيه القوات الأمريكية وكذلك التركية، إلى جانب الفصائل الإرهابية المدعومة من الاخيرة، مع تنظيم داعش، والفصائل الكردية، الجامع بينهم جميعاً، الحقول النفطية السورية، فمؤخراً، بات يخرج عبر الحدود العراقية من سوريا، ما لا يقل عن 47 صهريجاً متجهاً عبر معبر اليعربية إلى كردستان العراق، بحراسة مشددة من قوات سوريا الديمقراطية – قسد، في حين أن الشعب الذي يعيش شرق الفرات يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
لكن مؤخراً، برزت مسألة جديدة لم تكن موجودة في السابق، فقبل بضعة شهور مضت، تم استهداف مروحيات عسكرية أمريكية، وتم إصابة واحدة وجرح عدة عناصر في قاعدة الشدادي بريف الحسكة، الواقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية، تلا ذلك هجمات عدة سجّلت تحت مسمى (مجهولة المصدر) لم تعترف بأيٍّ منها القوات الأمريكية، حتى أنها بدأت قبل الغارات الأمريكية ضد مواقع تعود للفصائل العراقية التي استهدفت مواقع أمريكية في الداخل العراقي.
هذه الهجمات عنوان جديد لمرحلة جديدة، تعيد للأذهان أحداث خروج القوات الأمريكية من بيروت، مجبرين، فإذا ما تم احتضان الفصائل المجهولة هذه وتسليحها بأسلحة قوية، من المحتمل أن لتواجدها أثراً كبيراً قد يغير المخططات المرسومة للمنطقة، وكل التوقعات تشير إلى إنشاء مقاومة حديثة العهد في الشرق السوري، وهو خيار سبق وأن طرحه المسؤولون السوريون في أكثر من مناسبة.
رسالة نارية
إن استهداف القوات الأمريكية في سوريا، وبالقرب من حقول كونيكو للنفط، هي رسالة تحمل أكثر من معنى، لعل أهمها هي خلط الأوراق على المحور الأمريكي من خلال استهداف الحقول النفطية وحرمان الأمريكيين من هذه التجارة الرائجة، كذلك قسد، التي جل رواتب عناصرها، من عائدات النفط السوري، وأن الحقوق النفطية أصبحت تحت مرمى صواريخ المقاومة إن جازت التسمية بهذا الاسم، بالتالي، هذه الرسالة سيتلقفها الأمريكي بشكل جيد جداً، وإن لم يعتبرها جادة على الأقل يجب رسالة تحذيرية.
من هنا، وعلى الرغم من القوة الأمريكية التي تتمتع بها قواتها، لكن يبدو أن الدائرة بدأت تضيق حولها، وهذا أمر لا تريده واشنطن رغم أنها تحاول دمج الفصائل الكردية مع العشائر العربية في جسد معارض جديد، لكن كون الاستهدافات تكررت أكثر من مرة وفي أكثر من موقع، فهذا يعني أن هناك مسعىً مضاداً ضدها، قد يكون سوري – عراقي لتوسيع دائرة الاستهداف وبالتالي لا يمكن أن تستطيع السيطرة في ملعب ليس ملعبها أساساً، هذه الرسالة جدية للغاية، ودون أدنى شك، المنطقة تقبع على صفيح ساخن قد ينفجر ويخرج عن السيطرة في أية لحظة.
خاص وكالة “رياليست”.