باريس – (رياليست عربي): الصحفي الإعلامي المناضل الفدائي، المقداد، الذي يحارب بالميكروفون والكاميرا، لينقل لنا الأهوال والجحيم، ويوثق لنا لحظات من أسوأ فترات التاريخ الإنساني في الماضي والحاضر والقادم، فمشاهد الأطفال والنساء والعجائز والأطلال، والدمار في كل بقاع قطاع غزة
يدمي القلوب، وتحجر الدموع في العيون، والصراخ في الحناجر وحبس القلم في المحبرة و كسر ريشة الفنان، وموت ضمير الإنسان.
يطل علينا البطل المغوار – حفيد جعفر بن أبي طالب، الصحابي الجليل الذي قد أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، كل يوم من قلب الحدث بالصوت والصورة محرقة غزة، دون زيف أو تدليس.
رغم مقتل واستشهاد زوجته وابنه وبنته وأحفاده، ولم يتوقف، بل يستمر في نضاله الشريف السامي، من أجل وطنه ومشاهديه، بل من أجل التاريخ، لم يتوقف أو يتراجع، ثم يأتي دوره فيصاب بضربة صاروخية، تقتل زميله المصور ” رحمه الله” أمام عيناه، وينقل الي المستشفى، ويتم علاج إصابته دون مخدر مثله مثل باقي الضحايا والمصابين، ورغم الألم، يصرخ ويصرخ في الجميع لإنقاذ زميله المصور الذي أصيب معه، وتم إعاقة إسعافه، ليلقى كالآلاف من شعب فلسطين بقطاع غزة.
وينظر إلينا وائل ماسكاً سلاحه الفتاك “الميكروفون” ويداه مرتبطين بالضمادات، متناسياً الوجع والألم، تلتمس في عيناه الحزن والحسرة، ممزوجة بأمل الانتصار.
فلا عزاء لكم:
أيها الصامتون، صمت الأموات والقبور، ولا تحدثني عن مؤسسات دولية إقليمية عالمية، ولا عن قرارات أو توصيات أو مناشدات أو لقاءات وزيارات واجتماعات ومباحثات، فالكل عاجز مبتور العزة والشكيمة، فاقد القدرة على الرؤية واتخاذ أي شيء، سوى كلام في كلام، من جيش المسؤولين والمسؤولات على كافة المستويات، وهم يعلمون تمام العلم أنهم عاجزين مشلولين غير قادرين على فعل أي شيء، في مشهد رأيناه مراراً وتكراراً على الفنان عادل إمام في قصيدته المشهورة ” الحلزونة ياما الحلزونة”.
أليس أنتم من غرز فينا أن هناك عدو اغتصب واحتل أرض فلسطين؛
أليس أنتم من اسمعتمونا الأغاني الوطنية ليل نهار فدائي فدائي لعبد الحليم، ويا قدس لفيروز، ووطني الأكبر لعبد الوهاب، والحلم العربي ، وغيرها الكثير.. أين أنتم الآن؟
كيف يظهر علينا جيش من الإعلاميين والإعلاميات المنتفعين منهم والمنتفعات كل يوم على القنوات والشاشات والذين يحصلون على آلاف الدولارات، والمطلوب منا أن نستمع لهم ونصدقهم؟
هل يتساوى هؤلاء مع وائل الدحدوح؟ هل هو البديل؟
ظهر وأطل علينا فجأة ودون سابق إنذار، في معظم القنوات والنشرات الإخبارية الإقليمية والدولية، لقاءات وحوارات مع السيد/ حسين الشيخ – أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، فهل هو بديل أبو مازن؟ وهل هو تكرار لنفس السيناريو الذي سبق تنفيذه ورأيناه عندما أتى عباس أبو مازن بديلاً لياسر عرفات؟ مجرد سؤال، وهناك من لا يهتم بما يحدث وما يراه ويخطط ويرتب ويربط ويجهز لما بعد انتهاء الحرب، ويعد لذلك من أطراف كثيرة في جو من الغموض على غرار أفلام الرعب، وكالورثة الذين يتقاسمون التركة وما زال الشخص يحتضر، دون خجل أو مواربة أو موعظة مما يجري من دمار شامل… سوف ننتظر لنرى ماذا سيحدث في الأيام القادمة.
ولكن أقول: يا ليتكم ويا ليتنا كنا جميعاً وائل الدحدوح، لقد أصبحت رمزاً وأيقونة الشرف والأمانة والنضال والتفاني والفداء والعزة لغزة وفلسطين يا “وائل الدحدوح”، حفظك الله وثبتك وأيدك ونصرك الله.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر .