باريس – (رياليست عربي): ساعات تفصل العالم عن أهم وأخطر انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، والتي يمكن أن يطلق عليها “انتخابات القرن”، وعلى وجه الخصوص، كيف تنظر فرنسا وأوروبا لهذا العرس الديموقراطي الأمريكي العالمي؟
في الأصل، وحتى لا ينجرف القارئ بعيداً عن الواقع السياسي والاقتصادي والديمقراطي الأمريكي (والغربي أيضاً)، هي انتخابات بين برامج حزبية يمثلها شخص، تم انتخابهم من قبل القواعد الانتخابية لكلا الحزبين المتنافسين الرئيسيين دائماً، وهما الحزب الديمقراطي (الحاكم) والحزب الجمهوري (الحزب المنافس)، العمال، وأصحاب العمل ورؤوس الأموال.
باختصار شديد ، الحزب الديموقراطي يمثل مطالب الطبقة العاملة والطبقات المتوسطة والأقل، أما الجمهوري، يمثل مطالب أصحاب المال والأعمال ورؤوس الأموال والشركات، وهو الواضح جلياً في تأييد “إيلون ماسك – والذي ربما يكون له طموح سياسي مستقبلاً”، فهناك فرق شاسع بين كلا الفريقين، في البرامج والأولويات الوطنية والمحلية من الناحية الاجتماعية والصحية والتعليم والتوظيف والضرائب، والمهاجرين وحق الإقامة، وخلافه وهي الأمور التي تهم الناخب الأمريكي في المقام الأول، ولكن يجمعهم تقارب كبير في الأهداف والاقتصادية والسياسية الخارجية، فكلاهما يسعي لتوطيد وتدعيم الهيمنة الأمريكية على العالم، كقطب واحد يحكم العالم، وتبعية باقي دول العالم لهم.
هي:
بعد اعتذار الرئيس الحالي، جون بايدن عن الترشح لفترة أخرى ( والتي أجبر عليها سياسياً وصحياً وحزبياً) وجدت نفسها، مرشحة الحزب الديموقراطي، والذي لم يجد بديل لها لقصر المدة والوقت، وهي بالطبع تسير على برامج وسياسات الحزب الأساسية المعروفة للجميع، نقاط القوة تأييد الحزب وناخبيه ومؤيديه، خاصةً المرأة، والمهاجرين، والطبقات الأكثر احتياجاً والموظفين، ولكن ترامب ومعسكر المحافظين يتهمها بضعف خبرتها السياسية، ولكنها تطمح بإن تكون أول امرأة تفوز برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، كملكة متوجة للبيت الأبيض – مقر ومركز الإدارة الامريكية.
هو:
السيد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق لجون بايدن، وهو رجل المال والملياردير، صاحب نفوذ مالي واقتصادي كبير، حصل على تأييد الحزب الجمهوري، رغم كل ما أثير حوله من قضايا قانونية متنوعة (ضرائب وتحرش وتسريب مستندات، الحنث باليمين و…) وبعدها حصل على ترشيح الحزب.
وماذا بعد:
نتائج أغلب التقارير والتحليلات عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانعكاساتها على الأوضاع العالمية مستقبلاً:
- الدول الديموقراطية والنظام الديموقراطي تعاني من مشاكل كبيرة في التطبيق والممارسة الديموقراطية، فنتائجها في كثير من دول العالم، ونظام الانتخابات غالباً لا يأتي بالأفضل أو الاكفأ .
- النظام الديموقراطي والأحزاب السياسية تعاني من قلة، بل ندرة الكوادر والكفاءات السياسية المؤهلة لتولي المسؤولية (عدم وجود صف ثاني).
- هناك سخط وعدم رضا وشك وعدم ثقة لدى المواطنين وجمهور الناخبين، في ما تسفر عنه نتائج الانتخابات، ويتضح ذلك في نسب المشاركة الضعيفة جداً، والتي تزداد مرة بعد أخرى.
- سيطرة رؤوس الأموال على العملية الانتخابية، وتدخلها بشكل سافر وتحيزها لمرشح على حساب آخر، بل وتحديد الفائز في أغلب الأحوال.
- الفزع الذي أصاب منظمي ومشرفي ومراقبي العمليات الانتخابية من الهجوم التي تتعرض لها من قبل القراصنة (الهاكرز) والتي تمثل خطر داهم الأمن السيبراني، مما يهدد مصداقية نتائج الانتخابات حول العالم.
- كثير من الأنظمة التي تصفها التقارير الدولية بالاستبداد، وعدم احترام حقوق الإنسان، والممارسات الديموقراطية، ترغب في فوز دونالد ترامب، ومعهم اللوبي اليهودي ودوائر رؤوس الأعمال، والأنظمة المختلفة مع إدارة الديمقراطيين.
- الرأي العام السياسي الأوروبي يرغب في فوز كامالا بسبب مواقف ترامب خلال فترة رئاسته: انسحب من اتفاقية المناخ، وأوقف تمويل منظمة الأمم المتحدة، قلص تمويل حلف الناتو، تهرب من تمويل ومساندة أوروبا في مشاكلها التمويلية، الأولية أصبحت لأستراليا وكندا واليابان والصين والهند على حساب أوروبا، والتقرب من زعماء كوريا الشمالية وروسيا.
- كثير من الأنظمة ترى في ترامب أنه نموذج المالية المتوحشة والمتغطرسة، وشهرته العالية لحب المال والشهرة، والأفعال والأقوال غير المعتادة، وغير المتوقعة، التي تضعهم في مشاكل وأزمات.
من المستفيد؟
بالنظر إلى الموقف العالمي من الانتخابات الرئاسية الأميركية، نرى أن هناك أطراف سوف تخسر كثير من مصالحها إذا فاز هو، كما أن هناك أطراف أخرى سوف تستفيد إذا فارت هي، وهناك أيضاً من سوف يجني الثمار في حال فوز أي منهما، سواء هو أو هي، الابن المدلل لأمريكا (الحاكم الفعلي الآن للعالم)ـ التي سوف يصبح الأمر مباح لها لإنهاء والقضاء على فلسطين، وتحقيق الشرق الأوسط الجديد الكبير، وإخراج لسانها للعالم وللأمم المتحدة التي لم يعد لها أي لزوم، فقد أصبحت مقهى عالمي، يتسامر فيه الزبائن على مشكلة وأزمات العالم الضعيف، باسم الإنسانية وحقوق الإنسان، وغيرها من الشعارات التي تستهلك في كافة الحملات الانتخابية حول العالم من وعود وعهود هي والعدم سواء، لكم ولنا الله.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.