باريس – (رياليست عربي): فور إعلان فوز الرئيس الأمريكي رقم 47، ومنذ أن وطأت قدماه البيت الأبيض والسيد ترامب لا يتوقف عن إصدار القرارات داخلياً وعالميا .
فعلى المستوي الداخلي الأمريكي أصدر العديد من القوانين والإجراءات بخصوص ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الي من طنهم الأصلي، وأيضاً عزل كبار المسؤولين والسابقين، خاصة في الجهات القضائية التي تولت التحقيق مع في كثير من القضايا.
وعلى الجانب الخارجي، اوقف المساعدات المقدمة من هيئة المعونة الأمريكية، وتمويل تكاليف الأدوية للأمراض المستوطنة للدولة الفقيرة، وانسحب من منظمة حقوق الإنسان ، ووقف تمويل الأونروا وهي منظمات تابعة للأمم المتحدة، كما سبق وأعلن فرض ضرائب علي الدول التي تتمتع بموازين تجارية لصالحها، وكذلك تصريحاته بشأن كندا والمكسيك وجزيرة جرين لاند، وقناة بنما وكولومبيا، وأخيرا الكشف بكل صراحة عن أطماعه في قطاع غزة الفلسطيني.
وهو الأمر الذي ينبأ باحتمال انسحابه من الأمم المتحدة نفسها، أو على أقل تقدير، تجميد حصة تمويل المنظمة ولعلنا نتذكر انه إبان فترة ولايته الأولى، قد أوقف حصة أمريكا في تمويل المنظمة، بل قام السيد إيلون ماسك بمهاجمة منظمة الأمم المتحدة، و موظفيها، وما يحصلون عليه من مرتبات ومهام ومزايا كبيرة، دون فائدة ملموسة على أرض الواقع (وفي هذا الأمر معهم كثير من الصواب) .
إن حدث وانسحب من الأمم المتحدة، أو هدد بذلك فهو بذلك يهدد بفوضى هائلة للنظام الدولي، ويهدد الأمن والسلام العالمي، وهو الأمر إن حدث، سوف يدخل العالم في نفق مظلم .
بالتالي، فإن سياسة الإرباك وتصدير القلق والريبة للعالم، هي استراتيجية شيطانية، ووسيلة وآلية من خلالها إخضاع العالم لتحقيق أهدافه وأحلام حلفائه، والذي أضحى جليا أنه قادر على تحقيق وعود ربانية، وأنه مبعوث السماء لتنفيذها على الأرض.
ولعل ذلك هو سياسة واستراتيجية المرابون في الماضي، وهي المتبع والممنهج من مجموعات الضغط السياسي التي تنطلق الاشاعات الكاذبة لتمهد وتعبيد الطريق لتحقيق أهدافها الملعونة، وكذلك رجال المال والأعمال الذين يثيرون الأخبار الكاذبة لتوجيه المضاربين وتضليليهم وتشتيت توقعاتهم بعيدا لخدمة مصالحهم وأهدافهم الخبيثة.
وهو نفس الأمر المتبع على قنوات التكنولوجيا وشبكات التواصل، من تسخير جماعات، بل فرق من ال Admins و tiktokers و YouTubers و Bloggers والمنصات الإلكترونية والذباب والخلايا الالكترونية، لنشر أخبار ومعلومات كاذبة وملفقة ومغشوشة واحيانا مكررة لحشد الرأي العام نحو اتجاهات تخدم مصالح وأهداف من يقف ورائهم .
لذا، على صانعي ومتخذي القرار الانتباه والحذر كل الحذر من تلك الأساليب والألاعيب الدنيئة، انتبهوا أيها السادة الكرام، لهذا الأسلوب الحديث من الحروب النفسية La Guerre psychologique أو بمعني أصح الحروب التكنونفسية.. انتبهوا أيها السادة.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.