باريس – (رياليست عربي): فاز المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأمريكية “دونالد ترامب” ليعود مرة أخرى إلى البيت الأبيض لمدة أربع سنوات، بعد فوزه على مرشحة الحزب الديموقراطي السيدة كامالا هاريس “نائب الرئيس الحالي جو بايدن” والذي تنتهي ولايته في شهر يناير، يعقبها تولي السيد ترامب ويتم تنصيبه رسمياً في 20 يناير القادم 2025.
وسبب خسارة مرشحة الحزب الديموقراطي أسباب وعوامل كثيرة، لعل كان أهمها: تأخر إعلان الرئيس بايدن عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة، قبل ما يقرب من شهرين، وهي فترة لا تكفي إطلاقاً للفوز على مرشح الحزب الجمهوري السيد ترامب الذي فاز فوزاً تاريخياً، بل إن الجمهوريين فازوا بأغلبية الكونجرس (نواب وشيوخ)… وهي هزيمة تاريخية أيضاً للحزب الديموقراطي.
الخطابة علم وفن
ولكن ما لفت نظري، هو في أن من أهم أسباب فوز السيد ترامب … أنه وفريق حملته الانتخابية، قاموا بتحليل خطابات السيدة كامالا هاريس بشكل علمي احترافي جدير بالتمحيص والتحليل، فقد نشر على شبكات التواصل الاجتماعي الإلكتروني Réseaux sociaux ” فيلم فيديو ” مدته حوالي دقيقتين للسيد ترامب برفقة فريق حملته المكون تقريباً من حوالى 10 أفراد، وهم يدونون ويعلقون على كلمات وجمل وعبارات المنافسة، وما يصدر عنها من إيماءات وإشارات ” Brainstorming “، وكذلك رصد نقاط الضعف التي هي ستصبح نقاط انتقاد وهجوم عليها.
وكيف يظهر في الفيديو السيد ترامب وهو يملي على فريق عملة تعليقاته وتدوينها أولاً بأول، وهو الأمر الذي يؤكد استفادته من خبراته السابقة بالعمل كمذيع ومقدم برامج “Talk show” … فالعمل على إعداد خطاب للتحدث أمام الجماهير، وفي أي مناسبة: انتخابية، علمية، دينية يستلزم الأمر حسن الإعداد والعمل الجيد الدؤوب وفقاً للأساليب العلمية المتعارف عليها، مع ضرورة استثمار والاستفادة من خبراتك الذاتية السابقة والآنية وتكنولوجيا الاتصالات والتواصل، في وضع خطاب متكامل: يقنع الجماهير من المستمعين أو المشاهدين أو كلاهما معاً بالغرض والاهداف ومضمون خطابك وما يحمله من أفكار ورسائل واضحة ومحددة، وقصيرة تفي بالغرض بشكل فعال لا لبس فيها، مع تغليفها بحزمة من المشاعر والأحاسيس التي تؤثر القلوب وبث في النفوس الثقة والقناعة .
لذا، وكما قال الحكيم: تكلم لأعرف من أنت… فالكلمة مسؤولية، وبالكلمة قد تفوز، وقد تخسر، وقد تنجح والعكس صحيح، إن الخطابة فن تظهر فيه ملكات ومواهب الخطيب أمام الجماهير، ولكنها أصبحت علم وعمل جماعي … “فالكلمة مسؤولية”… انتبه إلى أحاديثك وكلماتك وخطابك أمام الجماهير… بها قد تحمل على الأعناق … وقد تذهب بك إلى أدراج الرياح…
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.