باريس – (رياليست عربي): إن الأحداث المتواترة والمتتابعة والمتلاحقة بوتيرة سريعة ومتلاحمة، التي تحدث على الأرض من سيطرة قوات المعارضة المسلحة السورية، وتقدمها وسيطرتها على مدن حلب وادلب وحمص، كما أعلنت وسائل الإعلام المختلفة، وأكدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنها قامت فعلاً بالسيطرة على المدن المذكورة، وفي طريقها الي دمشق العاصمة السورية .
وبالرجوع إلى تصريح السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي: بأن الوضع السوري معقد ومتشابك، بين أطراف عدة، ودائماً في الدراسات والأبحاث الأكاديمية العلمية، التي تستخلص التحليلات والنتائج تقول دائماً ابحث عن المستفيد؟
وبالنظر إلى الموقف، وهذه الأحداث، وبالرجوع إلى الأحداث وتصريحات نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل منذ عدة أسابيع بأنه بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، بصدد تشكيل وترتيب شرق أوسط جديد.
فبعد شبه الهيمنة وإحكام السيطرة على قطاع غزة، واتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وبالأحرى مع حزب الله، سرعان ما أخذت المعارضة السورية المسلحة بزمام المبادرة ومباغتة القوات النظامية السورية التابعة لنظام الرئيس الأسد، يجعلنا نطرح عدة تساؤلات وتصور بعض السيناريوهات، كلها تهدف في الأساس إلى تقويض وتحجيم التواجد الروسي والإيراني في المنطقة، حيث تنظر أمريكا و إسرائيل إلى أن سوريا هي منفذ إيصال وتمويل حزب الله بل والقوات الفلسطينية المسلحة في غزة بالعدد والعتاد والأموال والسلاح، لذا:
– تقوية المعارضة السورية، ودفعها إلى هذا الهجوم من شأنه أن يقوض النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة؛
– سقوط نظام الأسد سوف يكون له تداعيات وخيمة على المنطقة بالتأكيد؛
– هل اجتمعت الرغبة والأهداف لإشعال المنطقة، كما سمعنا من بعض القادة السياسيين، وأن تلك البداية هي كرت ترهيب لدول المنطقة؟ لإملاء سيناريو ما سينفذ على أرض الواقع قريباً بالمنطقة؟
– هل ثمة اتفاق بين أمريكا وإسرائيل بماركة تركية؟
– هل انغماس روسيا في الحرب الأوكرانية جعلها تنفض يديها من النظام السوري، وجعلته يواجه مصيره وحيداً، أم أنه فخ منصوب لجر إيران إلى مواجهة مسلحة مباشرة؟ وهو الأمر الذي يحقق هدف استراتيجي لكل من أمريكا وإسرائيل، يجعل إيران تدخل في دوامة لا يعلم أحد إلا الله كيف ستخرج منها؟ فهل إيران سوف تأكل هذا الطعم، وتقع في هذا الفخ؟
في كل الاحتمالات والسيناريوهات، فإن المستفيد من كل تلك الأحداث هم أمريكا وإسرائيل، وليس تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254 والذي يهدف إلي إجراء انتخابات رئاسية بدون الأسد، كما يزعم ويروج له البعض فهو أمر لا يستحق التوقف عنده، الأمم المتحدة جثة هامدة، متوفاة اكلينيكياً.
اللهم احفظ بلادنا وشعوبنا من مكر وكيد الأعداء.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.