باريس – (رياليست عربي): تكلف الحرب الإسرائيلية ضد إيران ملايين الدولارات يومياً، وتشير التقارير إلى أن تكاليف الحرب ستزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهائها بشكل سريع. ووفقاً للتقديرات، فإن تكلفة اعتراض الصويران الإيرانية وحدها قد تتراوح بين عشرات الملايين إلى 200 مليون دولار يومياً.
ويضاف إلى ذلك تكاليف الذخائر والطائرات، بالإضافة إلى الأضرار غير المسبوقة التي لحقت بالبنية التحتية. تشير بعض التقديرات إلى أن إعادة إعمار أو إصلاح هذه الأضرار قد يكلف إسرائيل ما لا يقل عن 400 مليون دولار. هذه التكاليف المتصاعدة تزيد الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب بسرعة.
وتشمل النفقات العسكرية الأخرى تكلفة إبقاء عشرات الطائرات الحربية، مثل مقاتلات إف-35، في الجو لساعات متواصلة على بعد حوالي 1000 ميل من إسرائيل، حيث تبلغ تكلفة ساعة الطيران الواحدة حوالي 10,000 دولار أمريكي.
وبالأمس، أعلن السيد ترامب مهلة 14 يوماً لوقف هذه الحرب واستسلام إيران دون شروط (unconditional surrender)، والعودة إلى طاولة المفاوضات لتوقيع اتفاق، مع تعهده هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي باستحالة امتلاك إيران للسلاح النووي. فماذا تعني هذه المهلة؟
هل هي فرصة لإجلاء الرعايا الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم من إسرائيل وإيران ودول المنطقة قبل أن تساعد أمريكا إسرائيل في ضرب مفاعل فردو النووي شديد التحصين؟
أم هي محاولة لإقناع القادة العسكريين (مجلس الأمن القومي) وأوروبا بضرورة التخلص من البرنامج النووي الإيراني، بعد رفضهم ذلك خلال الأيام الماضية؟
إن ضرب المنشآت النووية الإيرانية سيترتب عليه حتماً أضرار إشعاعية وخيمة على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. فهل يهتم الأمريكيون والإسرائيليون بذلك؟
هل تخاطر الإدارة الأمريكية الحالية بمصالح أمريكا في المنطقة من أجل حماية إسرائيل؟
هل ستضرب أمريكا إيران، مكررة سيناريو هيروشيما وناغازاكي الذي أدى إلى استسلام اليابان وإنهاء الحرب العالمية الثانية؟ فالولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي.
أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن عدم وجود أي دليل على امتلاك إيران لأنشطة نووية عسكرية، خلافاً لما يتم الترويج له. هل هذا تكرار لسيناريو البرنامج النووي العراقي؟
يُوصف قصف المستشفيات والمنشآت المدنية الإسرائيلية بالإرهاب، بينما تُوصف العمليات الإسرائيلية في غزة منذ عامين بالدفاع عن النفس تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والجديد الآن هو ادعاء الدفاع عن العرب والمسلمين السنة؟
سبق أن أعلن السيد ترامب ومتحدث البيت الأبيض عن رغبة المسؤولين الإيرانيين في الاجتماع مع الإدارة الأمريكية. لا نعلم مدى صحة هذه التصريحات الأمريكية.
هل تصمد إسرائيل أمام الضربات الإيرانية المتوالية؟ وإلى متى؟
ماذا ستفعل أمريكا أمام تحذيرات روسيا (بوتين) والصين من ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟
وأخيراً، رغم ما تعانيه إسرائيل من ضربات إيرانية موجعة، إلا أنها ما زالت تواصل ضرب المدنيين في غزة دون هوادة، محرومة إياهم من الماء والغذاء والدواء. وما زال هناك من يتحدث عن القرارات الدولية… من المؤكد أن هذه الحرب ستغير الكثير من الأوضاع الإقليمية والعالمية!
فهل هذا هو النظام العالمي الجديد: أن تضرب ولا يُسمح لك بالاعتراض أو الشكوى أو الألم، وأن يكون الخيار بين الخضوع التام أو الموت البطيء؟
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا
