باريس – (رياليست عربي): دخل العالم في مرحلة خطيرة من التوترات والصراعات والنزاعات المسلحة، لم يشهدها العالم من انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945.
وهو الذي أشرنا إليه في عدة مقالات في السابق بأن الصراعات المسلحة تتزايد سواء إقليمياً ودولياً، يوماً بعد يوم، نتيجة الصراعات الجيو – سياسية، والجيو – اقتصادية، والجيو – تجارية بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة، وذلك منذ اشتعال مع الصراع العسكري الروسي الأوكراني، والذي أصاب كل المنظمات الدولية بشلل تام، وعجز كامل، تجلى ذلك في أزمة الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة والذي دخل شهره الخامس اليوم.
جاء السيد، أنطونيو ديتريتش، سكرتير عام الأمم المتحدة، بالأمس ليعلن ويقول إن العالم على وشك الفوضى، وأنه في انتظار المؤتمر الذي سيعقد في سبتمبر القادم، لإصلاح النظام العالمي، وخاصة منظمة الأمم المتحدة.
عفواً سيد أنطونيو، أيام معاليك معدودة في منصبك، ألم تستمع إلى شتائم وانتقاد المسؤولين الإسرائيليين التي وجهت لك ومطالبتهم بعزلك وتنحيتك عن منصبك.
الأزمات تجتاح العالم
أزمات في المناخ والغذاء والطاقة والاقتصاد، ومالية، وتمويلية، وتجارية، والصحة والجريمة المنظمة، والتهريب، والهجرة غير الشرعية والبطالة، ارتفاع جنوني لأسعار السلع والمنتجات والخدمات، مستويات قياسية من التضخم، وفوضى في أسعار صرف العملات والانقلابات العسكرية التي تتكرر من بلد إلى مثل COVID-19 ، وعدم اتخاذ قرارات دولية رادعة ، وإذا أخذت لا تنفذ وتصبح حبر علي ورق مثل غيرها من القرارات.
ومن المضحك المبكي ، أننا نسمع أصوات تنادي وتقول إن العالم يحتاج إلى نظام عالمي جديد!!!
وفي الحقيقة نحن نحتاج إلى عالم وكوكب جديد.
نيرون يعود من جديد
واليوم نرى القادة الإسرائيليين يخططون لاجتياح مدينة رفح بالقطاع، والتي لجأ إليها ما يزيد عن مليون ونصف فلسطيني، نزحوا من شمال ووسط القطاع إلي جنوبه، الأمر الذي إذا حدث سوف يشعل المنطقة بل والعالم، وهو الأمر كان متوقع ، فعندما صمت العالم وقف متفرجاً، كان طبيعياً أن يتمادى في الخراب والدمار بلا مبالاة لأية اعتبارات إنسانية أو سياسية، فرئيس الوزراء الإسرائيلي يريد إحراق قطاع غزة، بأي ثمن، وحتى إن كان ذلك على حساب العالم كله.
هذا جزائكم أيها الصامتون، فمن أحضر العفريت يصرفه، إن استطاع؟؟؟ عفواً فقد فات الميعاد، استمروا في نومكم، نتمنى لكم أحلام سعيدة ؟؟؟
ماذا تقول مستر بايدن؟
خرج علينا السيد بايدن بتصريح مختلف، وغير مفهوم المعنى والمغزى والهدف منه وتوقيت الإعلان عنه؟؟؟ عندما قال: إنه بذل مجهود شاق لإقناع الرئيس المصري لفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، حتى قبل في النهاية، وهو تصريح يمكن الرد بشكل بسيط وواضح:
أولاً، كافة التصريحات السابقة عن الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارة تشيد بالرئيس المصري، وعلى مجهوداته، وتعاونه في تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى؛
ثانياً، إذا كان الرئيس المصري كما يدعي مستر بايدن، فلماذا لم تقوم بالضغط على الجانب الإسرائيلي ومسؤوليه، لفتح معبر كرم أبو سالم والذي تم إغلاقه منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي؟
أما أن هذا التصريح غير المفهوم الهدف منه إحراج الجانب المصري، ومنح غطاء سياسي لحلفائه الإسرائيليين باقتحام مدينة رفح؟؟
هل يستطيع العالم، منع الجانب الإسرائيلي من اقتحام مدينة رفح؟؟؟ يساورني الشك والريبة في ذلك، كيف تطلب من نظام عالمي مشلول، بل إنه ميت إكلينيكياً، أن يفعل شيئاً؟ دعونا ننتظر ونرى الساعات القليلة المقبلة، فربما تحدث معجزة.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.