إن العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا يأتي من باب رفع معنويات المجموعات الإرهابية في إدلب، وبعد عجز هذه المجموعات عن التصدي لتقدم الجيش العربي السوري، حيث أن العدو الصهيوني ومنذ بداية الحرب على سوريا لم يكتفِ بدعم وتسليح الإرهابيين بل يتدخل عندما يتم هزيمة الإرهاب في أي منطقة من المناطق السورية.
حول الدعم المقدّم للتنظيمات الإرهابية المسلّحة في سوريا، خاصة من “إسرائيل”، يقول الأستاذ عامر التل، لوكالة “رياليست” الروسية:
أهداف العدوان
يأتي العدوان الإسرائيلي لتأكيد المؤكد من دعم إسرائيل للجماعات الإرهابية وخاصة بعد بدء الجيش العربي السوري معركة إدلب والتقدم السريع للجيش السوري جراء الضربات القوية التي يوجهها الجيش السوري للإرهابيين، ومن اهداف العدوان أيضاً محاولة رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توظيف العدوان بالإنتخابات الإسرائيلية ومحاولته كسب أصوات جديدة وهروباً من مصيره بالسجن جراء الاتهامات له بالفساد.
تم هذا العدوان وكالعادة بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية، وفي محاولة لتخفيف وقف انهياراتها ولإيصال رسالة أن إسرائيل لا تسمح بالقضاء على من تبقّى من الإرهابيين الموجودين في الشمال السوري، حيث تزامن مع المناورات البحرية السورية – الروسية ومع إرسال إسرائيل بالتعاون مع تركيا طائرات مسيرة حيث تم استخدام هذه المسيرات على جبلة ومطار ريف حماة الشمالي لإرسال رسالة للروسي أن الإسرائيلي قادر وعبر التنظيمات الإرهابية على ضرب القاعدة الروسية حميميم في جبلة.
وأيضاً أن إسرائيل قادرة على التأثير على التعاون العسكري الروسي – السوري في سوريا، وخاصة أن الإسرائيلي تابع وبقلق شديد المناورات البحرية الروسية – السورية ما دفع الكثير من الخبراء العسكريين والأمنيين الاسرائيليين إلى التحذير من خطورة هذه المناورات على إسرائيل وتطور التعاون العسكري بين روسيا وسوريا.
تطابق المواقف
ليس من باب الصدفة إرسال تركيا رتلاً عسكرياً إلى نقاط خفض التصعيد، في ريف حماة تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على سوريا لمحاولة وقف تقدم الجيش العربي السوري في إدلب كما ذكرت، ما يؤكد على تطابق الموقفين التركي والإسرائيلي ومصالحهما باستمرار الإرهاب في سوريا في محاولة منهما لاستمرار الحرب على الدولة السورية لتوهمهما بإمكانية تحقيق مكتسبات على الأرض السورية تخدم مشروعهما المشترك.
موقف مخزي
إن الموقف العربي والدولي من العدوان الإسرائيلي والتركي على سوريا مخزي، ففي ظل التهافت العربي على التطبيع والتحالف مع إسرائيل أصبحنا لا نريد مواقف إدانة عربية رغم عدم أهميتها بل عدم دعم دولاً عربية لإسرائيل للعدوان على سوريا، كما أن بعض الدول العربية تشجع الكيان الإسرائيلي على العدوان بل وتدعمه مالياً وأمنياً وسياسياً من خلال تبرير هذا العدوان وما سبقه، كما أن دولاً عربية تطرح تحالفاً عربياً إسرائيلياً في المنطقة تمهيدا لإنشاء جامعة الشرق الأوسط لإدخال إسرائيل فيها لتكون بديلاً عن جامعة الدول العربية الموجودة أساساً في غرفة الموتى.
خاص وكالة “رياليست” – الأستاذ عامر التل – رئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية في الأردن.