بروكسل – (رياليست عربي): أظهر التوتر الحادث بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، تخلي دول أوروبا عن حليفها التقليدي واشنطن في هذا المعترك، وفضلت غالبية دول الاتحاد التزام الحياد، مغبة التورط بأزمة مفتوحة مع بكين، على غرار ما حدث عقب العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس في أوكرانيا، وأدى اندفاع موقف العواصم الأوروبية المساند للحليف الأميركي لتكبد دول الاتحاد خسائر اقتصادية هائلة، واهتزاز الوضع الداخلي لغالبية الأنظمة الحاكمة نتيجة نقص إمدادات الطاقة، ومعاناة اقتصاديات تلك الدول من حالة تضخم لافت.
وعقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركى نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي نتج عنها زيادة منسوب التوتر في العلاقات بين واشنطن وبكين، وذهبت بعيداً للتذكير بأجواء إرهاصات ممارسات أميركا التحريضية على الاشتباك العسكري، لم تُبدِ أي دولة أوروبية باستثناء ليتوانيا أي استعداد للمساعدة في الدفاع عن تايوان عسكرياً أو حتى مجرد تأييد موقفها.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الباحث المتخصص في شؤون الصين بجامعة هارفارد فيليب لو كوري قوله: “هذه ليست معركة أوروبا، إنها معركة أميركا، وكانت إدارة الرئيس جو بايدن واضحة خلال العام ونصف الماضي حول أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي أولويتها، ويعتقد معظم الأوروبيين أن رحلة بيلوسي كانت خطأ، مما زاد التوترات عندما يكون هناك حرب دائرة في أوروبا نفسها”.
من جهته قال أيضاً السفير الفرنسي السابق لدى كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، جيرار أرو: “الدعم الأميركي الدائم لـ تايوان ليس له علاقة بالديمقراطية وكل شيء يتعلق بالجغرافيا السياسية والمصداقية”.
وحضرت قضية تايوان خلال مناظرة بين وزير المالية البريطاني السابق والمرشح في السباق إلى داونينغ ستريت ريشي سوناك، ومنافسته ليز تروس، وعندما طرح ملف جزيرة تايوان على الأخيرة، حملت إجابتها عبارات دبلوماسية فضفاضة حول دعم الديمقراطية لكنها عبرت صراحة عن عدم نيتها زيارة الجزيرة على غرار ما فعلته نانسي بيلوسي.
وأشارت تروس، إلى أن المملكة المتحدة لديها تراخيص للتصدير إلى تايوان، ولكن هذا هو الحد الذي يجب أن تذهب إليه لندن في هذه المرحلة.
ويتفهم قادة أوروبا حجم الخطر من الاصطفاف إلى جوار الحليف الأميركي في مواجهة بعد الصين بعد درس أوكرانيا القاسي على عواصم القارة، إذ يتزايد القلق الأوروبي بشأن الاستثمارات المشتركة مع الصين وحجم التبادل التجاري مع بكين الأمر الذي يعني إصابة اقتصاد القارة بشلل تام يعجزها عن التحرك خطوة واحدة أخرى، وهو ما يعني سقوطها الواحدة تلو الأخرى.
خاص وكالة راليست.