بروكسل – (رياليست عربي): تتصاعد التناقضات بشأن قضايا السياسة الخارجية داخل الاتحاد الأوروبي، المجر تمنع تقديم المساعدة العسكرية القادمة لأوكرانيا وإدخال حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، على هذه الخلفية، يناقش الاتحاد الأوروبي إمكانية التخلي عن مبدأ صنع القرار في السياسة الخارجية بالإجماع.
واجه الاتحاد الأوروبي مرة أخرى تناقضات داخلية بشأن مسألة دعم أوكرانيا، في نهاية شهر مايو، لم يتمكن وزراء دفاع دول الاتحاد من الاتفاق على شريحة جديدة من المساعدة العسكرية لكييف بمبلغ 500 مليون يورو، حيث أنه كان من المفروض أن يتم تخصيص هذا المبلغ من صندوق السلام الأوروبي، الذي تم إنشاؤه في عام 2021 لتمويل الجيش الإنفاق “من أجل منع النزاعات”، لكن بودابست منعت ذلك.
في الوقت نفسه، وعد رئيس السلك الخارجي في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل ، “بحل هذه المشكلة” لأن الاتحاد الأوروبي “لا يمكنه منع المساعدات لأوكرانيا”، ووفقاً له، فإن معظم دول الاتحاد الأوروبي قد وافقت على زيادة تمويل صندوق السلام الأوروبي بمقدار 3.5 مليار يورو، سيخصص نصفها تقريباً للأسلحة في كييف.
وتسبب موقف بودابست، نقلاً عن مصادر في الدوائر الدبلوماسية، في خلاف بين زيجارتو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بوربوك في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 22 مايو، وبحسب وسائل الإعلام، “رد بربوك بحدة” على سزيجارتو عندما كرر الحاجة إلى حذف كلمة OTP من القائمة الأوكرانية، واتهمت البنك بخرق القانون الدولي، ونفى رئيس وزارة الخارجية المجرية بدوره الاتهامات.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال مسألة تقديم الحزمة الحادية عشرة من العقوبات ضد روسيا محل نقاش بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن اعتماده سيكون مخالفاً للحس السليم، لأن الحزم العشر السابقة لم يكن لها التأثير المطلوب، كما أن سياسة عقوبات الاتحاد الأوروبي، في رأيه، قد فشلت بشكل عام.
المجر ليست وحدها في هذا الرأي، واعترف بوريل بأن الحزمة الحادية عشرة من العقوبات قد اعترض عليها عدد من الدول الأخرى، من بين هؤلاء اليونان، حيث يطالب كلا البلدين باستبعاد كييف من قائمة العقوبات الأوكرانية لشركاتهما المدرجة هناك بدعوى دعمها لروسيا.
الآن، لا يستطيع الاتحاد الأوروبي الموافقة على تخصيص شريحة أخرى من المساعدة العسكرية لأوكرانيا بسبب مبدأ الإجماع، والذي بموجبه يجب أن يحظى الاقتراح المقترح بدعم جميع الناخبين حتى يدخل حيز التنفيذ، وبموجب أحكام معاهدة لشبونة المعدلة لمعاهدة الاتحاد الأوروبي والمعاهدة المنشئة للمجموعة الأوروبية، يقرر الاتحاد الأوروبي بالإجماع بشأن مسائل الضرائب والسياسة الخارجية والأمن، جميع القرارات الأخرى مسموح بها بأغلبية مؤهلة.
بالتالي، من مختلف دول الاتحاد الأوروبي، تُسمع بشكل دوري تصريحات حول انسحاب محتمل من الاتحاد لأسباب مختلفة، إذا توقعت المجر وبولندا في وقت سابق احتمالات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بسبب تناقض سياساتهما مع المبادئ الأساسية للديمقراطية الأوروبية، فقد تعرضت بودابست الآن للهجوم بسبب موقفها تجاه روسيا.
وإذا ا كانت الأيدي ملتوية بكل طريقة ممكنة للتخلي عن الإجماع، فإن هذا سيزيد بشكل حاد من المشاعر المتشككة في الاتحاد الأوروبي في عدد من دول الاتحاد الأوروبي، لكن رغم ذلك، ستستمر المناقشات، وستمارس الضغوط، ولكن هذا من غير المرجح أن يتحقق، سيحدث، أولاً، سيعني تحركاً حاداً من جانب الاتحاد الأوروبي نحو الفيدرالية، وثانياً، ستقاتل تلك الدول التي لا توافق على مثل هذا النموذج من أجل سيادتها، وتتحدث عنها، وربما حتى “الخروج من الاتحاد الأوروبي. خطوة يمكن أن تدمر الاتحاد الأوروبي”.