يقترب موعد انعقاد المؤتمر الجامع لليبيين في تونس، ومع اقتراب الموعد تتشكل عدة أسئلة حول طبيعة السيناريو الذي سيكون عليه هذا اللقاء، وكيف ستتم عملية الخروج من المطبات الكثيرة؟ والخلافات الشائكة بين الليبيين. ضمن خطواتها في ايجاد حل وفق رؤيتها، ستحاول البعثة الأممية في ليبيا إيجاد مجلس رئاسي شبيه بما حصل في العراق ، سيكون هذا المجلس مُقلص الصلاحيات إلى أبعد حد ، وستكون الصلاحيات الأكثر في يد رئيس الحكومة المستقلة عن المجلس الرئاسي.
كما أن من صور سيناريو تونس القادم هو تفاهم القوى الدولية والإقليمية عن طريق ترتيب من ستيفاني ويليامز، على أن يتولى رئيس البرلمان الحالي عقيلة صالح أمر هذا المجلس، رغم وجود شخصيات وكيانات في غرب ليبيا، تسعى لأن تكون هناك عدة شخصيات أخرى منها خالد المشري ، ونوري بوسهمين على رأس هذا المجلس.
ومن ضمن أوجه سيناريو اجتماع تونس، ظهور بشكل أو بآخر الجماعات المتشددة، خصوصا الجماعة الليبية المقاتلة ، التي ستسعى بكل قوة للتواجد بهذه السلطة، وتحديدا منصب رئيس المجلس، أو على الأقل الحصول على منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي عن المنطقة الغربية.
وبحسب المتوقع فإن الجماعة الليبية المقاتلة، ستكون الجماعة الأكثر محاولة للحصول على موضع قدم في السلطة القادمة، وهذا ما تشير إليه تصريحات المفتي السابق للجماعات المتشددة الصادق الغرياني، والذي يدفع بشخصية نوري بوسهمين رئيس المؤتمر السابق، لتولي منصب رئيس المجلس الجديد، خصوصا أن الغرياني دائم التنديد بما حدث في بوزنيقة، ويطالب دائما بأن يكون للمسلحين، الذين يسميهم بـ”الثوار” الأولوية في أي سلطة في ليبيا ، كما يُحرض الغرياني بشكل دائم قيادات المليشيات ذات التوجه الديني المتشدد في مصراتة، بأن يكون لها نصيبا في أي سلطة، وحضورا في أي تفاوض.
وبحسب المتوقع في السيناريو القادم من حوار تونس فإن الجزء الأهم في هذه التشكيلة للسلطة الجديدة في ليبيا، هي رئاسة الحكومة ذات الصلاحيات الواسعة، بما يُمكن القول بأن رئيس الحكومة سيكون أشبه برئيس الدولة طوال هذه المدة، نظرا لتقييد دور المجلس الرئاسي، وربط قراراته بإجماع ثلاثي. وحسب التسريبات من كواليس اللقاءات التي تجريها البعثة الأممية في ليبيا ، مع عدة شخصيات وكيانات في ليبيا، ستكون رئاسة الحكومة أقرب لجماعة الإخوان المسلمين، وسيكون في هذا المنصب إذا لم تحدث مفاجأة الخطوات الأخيرة، من صالح فتحي باشاغا وزير الداخلية الحالي. وذلك عائد لتوافق جماعة الاخوان وبريطانيا، والسفير الامريكي ، وكذلك ستيفاني وليامز على اختياره.
ومع كمية التفاؤل التي تحاول عدة أطراف دولية نشرها في أوساط المجتمع الدولي ، وتحاول أن تقنع بها الليبيين، وأن حوار تونس سيكون النسخة الأخيرة، في مسلسل الحوارات والملتقيات السابقة والفاشلة. وتظل النقطة الأهم والتي لم يتم الافصاح عن مصيرها من أي جهة، وهذه النقطة قد تنسف أي اتفاق أو حلول، وتتمثل هذه النقطة في تجاهل دور قيادة الجيش الليبي ومؤيديه في هذه الحوارات والملتقيات، وستكون لهذا التجاهل إن حدث، نتيجة واحدة وهي فشل جديد لكل الحلول. خصوصا إذا صاحب هذا التجاهل التعويل على وجود التيارات المتشددة، في أي اتفاق جديد، سواء من جماعة الإخوان وتوابعها، أو اعطاء قادة المسلحين فرصة لتولي مناصب قيادية أمنية وعسكرية ، بحكم مسئوليتهم عن كثير من الجرائم، التي حدثت في ليبيا، خصوصا في مدن ومناطق الغرب الليبي.
خاص وكالة “رياليست” – عبد العزيز الرواف – كاتب وصحفي ليبي.