لم يكد يمضي على تكليف السيد محمد علاوي يومان إلا وتجد مواقع التواصل الإجتماعي قد كشفت عن نوايا البعض ممن يتخذ الإنزواء خلف لوحة المفاتيح الإلكترونية ليجد فيها متنفساً من أجل تفريغ شحناته السلبية تجاه مجتمع بأكمله، والسبب تكليف محمد علاوي برئاسة الحكومة المقبلة وقيادة البلد نحو بر الأمان مع إقرارنا بصعوبة المهمة المُلقاة على عاتق الرجل ولكن تُحسب له التصدي في مثل هذا الوقت العصيب.
في البدء لابد من الإشارة إلى أن السيد علاوي من الشخصيات السياسية الهادئة جداً وله خبرة إدارية متراكمة، وبالتالي يعد من رجال المجتمع وبجدارة، وفضلاً عن ذلك كله فهو شخصية تتمتع بخلق عالٍ جداً وهذا ما انعكس على مسيرة حياته السياسية والاجتماعية مما أكسبه إحترام جميع من عاصره.
يأتي تكليف علاوي في هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلد مع إنسداد سياسي غير مسبوق نجم عنه إستقالة سلفه عادل عبد المهدي نتيجة ضغط الجماهير المنتفضة، وبالتالي تم طرح العديد من الشخصيات السياسية التي قد نالت إحدى محركات القوى التي تشكل المشهد السياسي العراقي وأقصد بها الأحزاب السياسية والجماهير المنتفضة.
ومع إشتداد الأزمة السياسية بعد إستقالة عبد المهدي التي جعلت البلاد تعمل بحكومة تصريف أعمال امتدت لشهرين، ومع طرح شخصيات تمثل الطيف العراقي عبر ساحات التظاهر التي دخلت كمتغير فرض نفسه بقوة بعد تغييب حضوره ليكون الرقم الأصعب في معادلة المشهد السياسي العراقي بعد الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019 لتعلن تلك الساحات، أن من بين مرشحيها لتولي منصب رئاسة الوزراء هو محمد علاوي، نجد بأن علاوي قد نال قبول الجماهير والقوى السياسية كمرشح للمنصب وقيادة البلد في المرحلة المقبلة للمواصفات التي خرجت منها، وبالتالي وفي ظل تعقيدات الوضع في العراق وما نجم عنه من تظاهرات طالبت وما تزال بالحقوق وإقرار القوانين المهمة والتهيؤ للإنتخابات القادمة.
وفي إطار ذلك، نجد بأن علاوي قد قبل المهمة الصعبة وحسب متطلبات المرحلة للخروج بصيغة مقبولة للجميع، وبالتالي تحقيق هدف تكليفه عبر الإعداد لإنتخابات مبكرة. لذا حددت هذه الحكومة بهدف أساس وهو العمل على وضع أسس الإنتخابات القادمة ووضع الحلول الناجعة للمشاكل المستعصية في البلد.
بالتأكيد إن ذلك الأمر يتطلب في الظروف الطبيعية، مدة زمنية لا تقل عن عام في أبعد الأحوال، فكيف والوضع في العراق وما تتقاذفه أهواء البعض الذين لا يريدون له خيراً أو إستقراراً، فعليه ومن أجل القيام بتلك المهمة الأصعب في تأريخ العراق المعاصر، لا بد من توافر عناصر النجاح ومنها:
1-إختيار فريق وزاري كفوء ونزيه وقوي ليكون اللبنة الأولى في تحقيق المطلب الجماهيري ليكون عاملاً حاسماً بالقضاء على الفساد والمفسدين.
2-العمل بعد تشكيل الحكومة على تحقيق مطالب الجماهير المنتفضة وفقا للتعهدات التي أعلنها رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي.
3-إدامة الصلة بين الفريق الوزاري والمتظاهرين عن طريق تشكيل خلية متابعة تحقيق المطالب الشعبية والعمل على تعزيز الثقة بين الطرفين.
4-يجب أن تكون السياسة العامة للحكومة منسجمة مع التوجه العام للدولة، وأن تكون المصلحة العراقية الأولى دائماً، وهذا يتأتى من إقرار الخطوط التفصيلية للسياسة الخارجية وجعلها موضع التطبيق.
5-وضع المقرر الحكومي (البرنامج الوزاري) موضع التنفيذ بعد عرضه على مجلس النواب والتصديق عليه.
6-منح مدة زمنية لتنفيذ المقررات الحكومية بحيث تكون الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الفقرات التي تخص عمل كل وزارة وجهة حكومية.
7-وضع الهدف الأساس من تشكيل الحكومة بالعمل على إعداد الإنتخابات وفقاً لمدة زمنية متفق عليها.
8-منح الوقت الكافي للسيد علاوي وطاقم حكومته من أجل تنفيذ البرنامج الوزاري.
خاص وكالة “رياليست” – الأستاذ محمد كريم الخاقاني – باحث سياسي عراقي.