تحت شعار “الباب المفتوح إلى السلام في سوريا”، نٌظم في مدينة إسطنبول التركية، السبت 28 سبتمبر/ أيلول 2019، أعمال “مؤتمر سوريا الدولي” الذي ينظمه “حزب الشعب الجمهوري”، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، طبقا لوكالة الأناضول التركية. قال رئيس حزب الشعب التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو: إن الطريق بين أنقرة ودمشق هو أقصر طريق للسلام، وللبلدين روابط تاريخية وثقافية مشتركة.
هل نجح المؤتمر؟ يجيب الأستاذ دنيز البستاني، المستشار في حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض ومنسق المؤتمر، على سؤال وكالة “رياليست“: يعتبر هذا المؤتمر بغاية الأهمية نظرا لحجم المشاركة الدولية فيه، إذ يعتمد بالمقام الأول على أهمية عودة العلاقات مع الدولة السورية، مضيفا أن الأهمية أيضا تكمن في أن هذا المؤتمر يمثل حضور سوري سياسي حقيقي لا كالمؤتمرات السابقة التي كانت تضم أشخاص من المعارضة المسلحة في سوريا. على هامش المؤتمر وأضاف البستاني على هامش أعمال المؤتمر، وبدعوة من رئيس حزب الشعب كيليتشدار أوغلو، زار وائل الملص المشارك في المؤتمر بزيارة رئيس الحزب، مشددين على أهمية العلاقات السورية – التركية وعن أهمية عقد هذا المؤتمر في هذه الظروف، ومدى تأثير نجاح المؤتمر على الصعيدين السوري والتركي، تترجم ذلك من خلال ردود الفعل الإيجابية جدا على مضمون المؤتمر وعلى البيان الختامي. إلى ذلك، شدد أوغلو على ضرورة إحترام السيادة السورية ووحدة أراضيها، ورغبته في فتح علاقات مع سوريا قريبا، مبديا عن رغبته بزيارة سوريا في أقرب فرصة ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
يبدو أن هنا سعياً تركيا حثيثا لعودة العلاقات التركية – السورية إلى سابق عهدها خاصة بعد سوء الأوضاع في الداخل التركي، إذ تسعى أحزاب المعارضة التركية إلى تصحيح مسار الحزب الحاكم، خصوصا على الصعيد الخارجي إقليميا ودوليا، في وقت يسعى فيه حزب العدالة والتنمية إلى محاولة تحقيق نصر خارجي ينعكس إيجابا على الداخل، لكن ذلك لم يتحقق في ضوء تصدع الحزب الحاكم بعد تعرضه لإنتكاسات كثيرة ليس آخرها إستقالة أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء التركي الأسبق، لتستثمر المعارضة التركية هذه التصدعات وتفتتح جدول أعمالها في تصحيح المسار مع الدولة الأكثر تعرضا للضرر بسبب السياسة التي إنتهجها حزب الرئيس رجب طيب أردوغان ضد سوريا. فالمؤتمر فرصة حقيقية تم وضعها على الطريق الصحيح، ليتبعها مسارات لاحقة ستعود بالنفع على الجانبين.