الرياض – (رياليست عربي): نقلت وسائل إعلام سعودية رسمية يوم السبت عن التحالف الذي تقوده المملكة لقتال الحوثيين في اليمن قوله إنه اعترض طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران صوب مدينة خميس مشيط السعودية، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
حرب المسيّرات
منذ بدء الحرب اليمنية العام 2015، تطورت القدرات العسكرية للحوثيين بشكل متصاعد وبدا ذلك جلياً من خلال الطائرات المسيّرة التي كانت ولا زالت تطلقها باتجاه المملكة وحققت أهدافها، ما يعني أن هناك تنسيقاً كبيراً يحاكي وجود خبرات إيرانية تعمل على تدريب الحوثيين لتصنيع الطائرات محلياً وإمدادهم بكل قطع الغيار والمعدات اللازمة لهذه الغاية، إلا أن ذلك من شأنه أن يعرقل تسوية الأزمة وحلها سياسياً خاصة وأن السعودية رحبت بحل الأزمة وعبّرت عن ذلك بتصريحات كثيرة لمسؤوليها.
إلا أن ذلك لم يلقَ آذاناً صاغية لدى الحوثيين الذين اعتقدوا أنهم بذلك ممكن أن يغيروا واقع الحال، فالمملكة لم تستخدم بعد إلا جزء قليل من ترسانتها العسكرية خاصة وأنها الأولى على مستوى العالم في استيراد الأسلحة وتحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن الهدوء السعودي ناجم عن عدم وجود نوايا تصعيدية، إذ تتمسك الرياض بمسألة الحل السياسي وتغليبه على الحل العسكري.
تداعيات الانسحاب من أفغانستان
من المعروف أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان له تداعيات كثيرة على أكثر من ملف، فبالأمس القريب انسحبت القوات الأمريكية من قاعدتين استراتيجيتين في شرق الفرات السوري، رغم تصريح عدد من المسؤولين الأمريكيين عدم نيتهم الانسحاب من سوريا، إلا أن من جملة تداعيات هذا الانسحاب أيضاً انتهاء الأزمة اليمنية لكن ليس بحرب بل سلمياً، فلربما اعتقد الحوثيون أن ذلك عبارة عن هزيمة للتحالف العربي وللأمريكيين أنفسهم، فإذا ما استمروا بإطلاق الطائرات المسيرة سيكون لذلك أبعاد كبيرة أقوى من الوضع الحالي، من خلال الرد بالقوة الكبيرة، والتي لن يدفع الثمن جراء ذلك سوى الشعب اليمني، وهذا أمر لا أحد يريده لكن استفزازات الحوثيين بلغت حداً كبيراً يستوجب رد حاسم لا أحد له مصلحة بأن يحدث.
والجدير بالذكر أن التحالف العسكري بقيادة السعودية تدخل في اليمن عام 2015 لدعم قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في قتالها ضد الحوثيين بعد أن اضطرت الحكومة للخروج من العاصمة.
من هنا، على الأطراف المنخرطة بالملف اليمني أن تتدخل لإنهاء هذا الوضع، ونقصد هنا، إيران والولايات المتحدة، وهذا يتعلق بمفاوضات فيينا، فمن أهم عوامل نجاح المفاوضات أن تبادر طهران إلى إثبات حسن النية كما فعلت واشنطن في أكثر من أمر، وإلا سيكون لذلك تأثيراً كبيراً، فالجميع يعلم أن إيران تستخدم ورقة اليمن، لمصلحتها، وهذا لن يعود بالنفع على أي طرف من الأطراف.خاص وكالة “رياليست”.