باريس – (رياليست عربي): قال الرئيس الأمريكي جو بادين قبل شهرين من الآن، أن أكبر إرهاب في أمريكا اليوم هو تفوق البيض، لكنه في الواقع، سيجد صعوبة في أن يكون ذا مصداقية في هذه الحرب.
بايدن يعد بقمع الأمريكيين، لكنه يغض النظر عن نظرائهم الذين تمولهم إدارته وتدعمهم في أوروبا الشرقية، ومنذ سقوط الستار الحديدي، تبذل واشنطن قصار جهدها للسيطرة على دول أوروبا الشرقية ودفع روسيا بعيداً عن القارة، هذه العملية الأطلسية التي تقودها أمريكا، تعمل على إعادة فتح جروح الحرب العالمية الثانية، وكسر الخطوط الأمامية الأيديولوجية التي خلفتها ألمانيا. رأينا خلال حروب يوغسلافيا السابقة كيف دعم الناتو حركات مأخوذة من الأوستاش الأوكراني أو المسلمين وكلاهما تعاون مع الرايخ الثالث.
هذه الاستراتيجية مستمرة حتى يومنا هذا وخصوصاً في أوكرانيا حيث تجدد ظهور الأيديولوجيات الموروثة من الحرب العالمية الثانية، وبالتالي شجعت الولايات المتحدة الانقلاب في أوكرانيا العام 2014 كنتيجة لهذه الاستراتيجية.
تم تبني هذه الأيديولوجيات من قبل حركات متطرفة صغيرة مثل القطاع الأيمن الذي يستمد عقيدته من عقيدة ستبيان بانديرا، السياسي الأوكراني الذي حكم عليه بسبب اغتيال وزير الداخلية البولندي، بيبراكي، ومنذ ذلك الوقت، واصل أعضاء هذه المجموعات متابعة الأجندة الأمريكية داخل البرلمان الأوكراني، أو من خلال القتال ضد السكان الناطقين بالروسية في دونباس وارتكبوا جرائم حرب هناك.
اللافت هنا هو صمت الرئيس الأمريكي حيال تلك الجرائم ومعه فريقه بشكل مثير للفضول، خاصة لجهة دعمهم للأوكرانيين، حيث يريدون للمنطقة أن تكون شديدة التوتر على الحدود الروسية مهما كان الثمن.
من هنا، إذا كان واشنطن حقاً تريد محاربة التفوق الأبيض، فإنها قادرة لكنها لن تستخدمه لإشعال الحرب في أوروبا الشرقية، وبالنسبة للضحايا العالميين للتدخل الأمريكي فإن الإرهاب ليس التفوق الأبيض، ولكن الإرهاب هو تفوق البيت الأبيض.
نيكولا ميركوفيتش – كاتب ومحلل سياسي صربي خاص لـ رياليست