بروكسل – (رياليست عربي): حذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ من أن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة يجب أن يستعد للأسوأ مع تزايد المخاوف من أن روسيا ربما كانت تستعد لغزو أوكرانيا، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
وبرر الناتو مخاوفه من ذلك على خلفية حشد روسي للعتاد الثقيل والقوات بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا، ليس بعيداً عن بيلاروسيا. وتقول أوكرانيا إن موسكو تحتفظ بنحو 90 ألف جندي في المنطقة بعد مناورات حربية مكثفة في غرب روسيا في وقت سابق من العام الجاري، ويمكن حشدهم بسهولة.
إلا أن المستغرب أن طالما روسيا تقوم بذلك ضمن أراضيها ومناطق سيادتها، كيف لمنظمة بعيدة كل البعد عن الحدود الروسية وتتخوف من ارتكاب روسيا من أي عمل عسكري، حتى وإن كان سيحدث، هذا شأن داخلي، فمن يرغب بحدوث عمل عسكري بكل تأكيد الأطراف الأخرى، لكن يحتاج الناتو وقبله الولايات المتحدة الأمريكية، لذرائع تجيز لهم نشر قوى تابعة لهم، قد تؤجج صراعات كل المنطقة هناك في غنى عنها.
وكان ستولتنبرغ قد أكد قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري للناتو أهمية الدفاع عما سماه “قيم الحلف” لمواجهة النظم الاستبدادية مثل الصين وروسيا، وفق وصفه، وهذا مؤشر خطير من هذه المنظمة التي إلى الآن لم تقم بأدوار إيجابية رغم أنها أنشئت للحماية عن الدول الأعضاء في الحلف، ففي الخلاف التركي – اليوناني والذي هددت فيه انقرة بشن عملية عسكرية على اليونان رغم أنها دولة عضو، لكن الناتو عمل على التهدئة من باب التصريحات لا من باب رأب الصدع ومنع تركيا أو حتى لتلويح بإلغاء عضويتها لانتهاكها ميثاق الحلف، فمسألة القلق المبالغ به حيال أوكرانيا ما هو إلا محاولة غربية واضحة يريدون منها التشويش على روسيا من خلال مراقبتها عن قرب، وهذا ما لن تسمح به موسكو، وقالها بالأمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراحةً.
الولايات المتحدة تدفع بالناتو لنشر قواته شرق أوروبا وفي كل من بحر البلطيق والبحر الأسود، وهذه المناطق بطبيعة الحال خطوط حمراء بالنسبة لروسيا، وقد تصل الأمور إلى خاتمة مغلقة في ظل تراشق التهديدات دون مراعاة بعضهم البعض.
الجدير بالذكر أن اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي انطلق في لاتفيا مع نظرائهم من دول شريكة للحلف وسط تراشق كلامي بين روسيا والناتو، ويبحث الاجتماع الحشود العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، وأزمة طالبي اللجوء على حدود بولندا، ومسألة إعادة النظر في الأهداف الإستراتيجية للحلف.
خاص وكالة رياليست.