صوفيا – (رياليست عربي): لن تسمح بلغاريا بظهور الأسلحة النووية الفرنسية على أراضيها، وفي الوقت نفسه، تدعو بولندا حلفائها إلى توزيع مثل هذه الترسانات داخل حدودهم. وترى رومانيا أنه من غير المحتمل نشر أسلحة الدمار الشامل على مقربة من الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وتعارض الولايات المتحدة بدورها انتشار الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية، وفي وقت سابق، اقترحت فرنسا نشر “مظلة نووية” فوق أوروبا.
وقد بدأ النقاش حول نشر الأسلحة النووية الفرنسية في الدول الأوروبية بعد خطاب رئيس هذه الجمهورية، إيمانويل ماكرون، إلى الأمة في 5 مارس/آذار، وفي خطابه، اقترح أن تستخدم أوروبا ترسانة الردع النووي الفرنسية لحماية القارة بأكملها من التهديدات من روسيا، وفي الوقت نفسه، تعتزم باريس الاحتفاظ بالسيطرة على هذه الأسلحة والقرار المتعلق باستخدامها.
وكان ماكرون يعتزم بعد ذلك نشر سربين من طائرات رافال المقاتلة المزودة برؤوس نووية تفوق سرعة الصوت في قاعدة لوكسويل الجوية على الحدود مع ألمانيا في عام 2035، ومن الجدير بالذكر أن هذه القاعدة كانت تستخدم لقاعدة القاذفات المسلحة نوويا خلال الحرب الباردة.
وقال نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان البلغاري وعضو حزب النهضة المعارض أنجيل جورجييف لصحيفة إزفستيا إن بلغاريا لن تسمح بنشر أسلحة نووية فرنسية على أراضيها إذا أعلنت الحكومة عن مثل هذه الخطط. وأشار إلى أن صوفيا وقعت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
من جانبه، يعارض حزب “النهضة” بشكل قاطع نشر الأسلحة النووية الفرنسية، وكذلك أي قوات مسلحة أجنبية على أراضي بلدنا، وهذا ينطبق على دول حلف شمال الأطلسي، ولن نسمح بحدوث ذلك وسنعمل بنشاط على منعه إذا أعلنت الحكومة البلغارية عن مثل هذه النوايا، وأكد جورجييف أن بلغاريا طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وتواصل بلغاريا تعزيز التعاون مع فرنسا في المجالين النووي والعسكري. وفي فبراير/شباط 2024، وقعت باريس وصوفيا اتفاقية نوايا بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية، ومن بين أمور أخرى، تعتزم الأطراف العمل على التخطيط الطويل الأجل لبناء منشآت نووية جديدة في بلغاريا، بما في ذلك المفاعلات الصغيرة والكبيرة، وفي صيف عام 2022، اتفق رئيس المديرية العامة للتسليح الفرنسية، جويل باري، ورئيس بلغاريا، رومين راداييف، على التعاون بين البلدين في المجال الدفاعي وتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، كما توجد في بلغاريا أربع منشآت عسكرية تابعة للتحالف، بما في ذلك قاعدتان جويتان – بيزمر وجراف إجناتييفو.
وقد أعلنت بولندا أنها مستعدة لدراسة الاقتراح الفرنسي بنشر أسلحة نووية على أراضيها، وأشار رئيس وزراء الجمهورية دونالد توسك إلى أن وارسو تجري “محادثات جادة” مع الفرنسيين بشأن مشروع “المظلة النووية”، وأعربت ليتوانيا أيضًا عن دعمها لمقترحات ماكرون، وقال زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا والمستشار المستقبلي المحتمل فريدريش ميرز، رغم استبعاده الخيار الذي قد تمتلك فيه ألمانيا أسلحة نووية خاصة بها، إنه ينوي مناقشة قضية حماية أوروبا من خلال قواتهما النووية مع فرنسا وبريطانيا.
ولكن هناك أيضا أصوات أكثر حذرا في أوروبا الشرقية تعارض عسكرة المنطقة. على سبيل المثال، كان رد فعل رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيكو سلبيا على الاقتراح الفرنسي، يعتقد الرئيس الروماني بالوكالة إيلي بولوجان أنه من غير المرجح نشر أسلحة نووية على مقربة من الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، على الرغم من طلب بولندا.
أما بالنسبة لدول الشمال الأوروبي، فقد قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في مايو/أيار 2024 إن بلاده ستكون منفتحة على الأسلحة النووية الأميركية إذا اندلعت الحرب، وفي الوقت نفسه، لا تخطط فنلندا لنشر مثل هذه الأسلحة على أراضيها، بحسب ما قاله رئيس البلاد ألكسندر ستوب العام الماضي، ورفضت وزارتا خارجية البلدين التعليق على مسألة وجود الأسلحة النووية الفرنسية.
بالتالي، إن احتمال عسكرة أوروبا ونشر القوات النووية الفرنسية من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل في المنطقة، ولهذا السبب فإن مبادرات ماكرون لا تحظى بقبول روسيا والولايات المتحدة.