اتهم كريستيان ساوندرز المدير المؤقت لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين الولايات المتحدة وإسرائيل بحشد تأييد البرلمانات الأجنبية لوقف التبرعات للمنظمة التي أوقفت واشنطن تمويلها في عام 2018. طبقاً لوكالة رويترز.
لا تزال إسرائيل تسعى إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ففي وقت تساهم وكالة أونروا بتخفيف هذا الوضع عن كاهل الفلسطينيين، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلى إيقاف عمل هذه الوكالة، لتتحكم بالوضع العام داخل فلسطين بما فيه الوضع الاقتصادي، حيث تعاني الوكالة من تأخر سداد التبرعات من الدول الغربية وتعاني نقصاً فيها خصوصاً بعد أن أوقفت واشنطن تمويلها السنوي والبالغ 360 مليون دولار في العام 2018.
المسعى الأمريكي – الإسرائيلي يهدف إلى توقيف عمل وكالة أونروا على أن يكون البديل منظمات وجمعيات إسرائيلية تتولى هي جمع التبرعات وتقوم بتوزيع الحصص المناسبة وفقاً للوضع المناسب لإسرائيل، عبر الضغط على البرلمانات الأجنبية، فيما الحقيقة إن توقف هذا الدعم المقدم من الغرب، سينعكس سلباً على الوضع السيء الذي يعاني منه عموم الشعب الفلسطيني، وبالتالي تحكم إسرائيل بعوائد الأموال المتبرع بها.
إن وكالة الغوث – أونروا تقدم العون لأكثر من5 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية بالإضافة إلى الأردن ولبنان وسوريا، فيما لدى الوكالة ما يكفي من الأموال للربع الأول من العام 2020، وستزداد الأوضاع صعوبة بعد إنقضاء هذه المدة.
يشار إلى أن أوضاع اللاجئين الذين يعيشون في لبنان وسوريا والأردن، يعانون أوضاعاً معيشية صعبة، خاصة لبنان في ضوء الإنهيار الاقتصادي، ومع الضغط الأمريكي – الإسرائيلي على الدول المتبرعة، يؤكد هذا الأمر أن الأوضاع إلى مزيد من الإنهيار خصوصاً وأن إسرائيل تسعى إلى تحريك هذا الملف خاصة في لبنان وسوريا لزيادة الضغط على الدولتين من الباب الشعبي.
وللحد من نشاط منظمة الأونروا، تقوم إسرائيل ببناء مدراس ومقار على شكل مؤسسات تنافس الأونروا وتحد من نشاطها في الشكل الظاهري، لكن كما أسلفنا أعلاه، تسعى إلى الإستحواذ على مال التبرعات لربما كرديف لدعم الاقتصاد الإسرائيلي على حساب اللاجئين وإحتياجاتهم.
من هنا، لا تنفك الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية عن التخطيط لإعاقة أية جهود تحقق النفع العام سواء للاجئين أو للمهجرين، فهي تسعى دائماً إلى ضرب عمق حاجة هؤلاء، من البوابة الاقتصادية، فإن نجحت مساعيهما في تقويض عمل المنظمة، ومن ثم إستبدالها بمنظمات ومؤسسات إسرائيلية، هذا يعني أن تل أبيب تكون قد إستطاعت تحقيق مآربها، والسيطرة على كل التبرعات، وهذا ما تسعى إلى هي وواشنطن، فاليوم الأونروا تعاني عجزاً في الميزانية، فهل يكون هذا العجز هو نهاية هذه الوكالة التي كانلها إنجازات كبيرة في تخفيف من معاناة الفلسطينيين والنازحين على حد سواء.. الجواب سيتوضح في القريب العاجل من الأيام، وسيتضح من موقف الدول الغربية ومدى تأثير القرار الأمريكي عليها!
فريق عمل “رياليست”