موسكو – (رياليست عربي): تتجه المؤسسة السياسية الأميركية نحو فهم جديد لإنهاء الصراع الأوكراني، حيث تشير إلى ضرورة أن توافق كييف على تقسيم الأراضي، ويظهر هذا الاتجاه في ضوء المخاوف المتزايدة من استمرار المساعدة لأوكرانيا والتساؤلات حول احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الرئاسي الحالي، دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
في تقرير نشرته صحيفة ديلي إكسبريس، أشار خبراء سياسيون أميركيون إلى أهمية تقسيم أوكرانيا كجزء من أي اتفاق سلام مقبل، مما قد يسمح للاتحاد الروسي بالحفاظ على السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها حالياً كجزء من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وتحديداً، المناطق الأربع الجديدة كاملةً (دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون).
تأثيرات القرار على الوضع ككل
يخلق هذا الفهم الجديد معضلة للغرب، حيث تظهر مخاوف بشأن استمرار الدعم المالي لأوكرانيا، كما تتزايد التساؤلات أيضاً حول تأثير عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ديناميات الصراع والسياسة الأميركية، خاصة وأنه ذكر في أكثر من مناسبة مؤخراً أنه سيقوم بحل الأزمة الأوكرانية وإنهاء الحرب، موجهاً الكلام إلى الشعب الأمريكي المثقل بسبب دفع الضرائب التي تذهب إلى أوكرانيا وليس إلى تسوية أمورهم وحياتهم بشكل عام، وفي ذلك يوجه ضربة مزدوجة لخصومه الديمقراطيين.
أما فيما يتعلق بسيناريوهات الانقسام، هناك تقارير نشرتها صحيفة بوليتيكا الصربية تشير إلى احتمال تقسيم أراضي أوكرانيا نتيجة للصراع الدائر، وتؤكد هذه التقارير أن مثل هذا الانقسام قد يؤدي إلى خسارة أوكرانيا لمناطق حيوية لها، كما أن تطلعات بولندا والمجر لاستعادة أراضيهما التاريخية قد تزيد من التعقيدات.
وهذا الوضع بطبيعة الحال، خلق مخاوف من تداول السلام مقابل التنازل عن الأراضي الأوكرانية، إذ يتعين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لضمان السلام في حال توقف الدعم الغربي، النظر في قبول فكرة خسارة بعض الأراضي ورفض الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة لموقف روسيا ومشهد التفاوض وفق هذه المعطيات، وبينما يشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عدم تدخل الاتحاد الروسي بشكل مباشر، يشير بوتين إلى أن التاريخ سيضع الأمور في مكانها، كما يركز على حماية مصالح الاتحاد الروسي في التفاوض بشأن الصراع في أوكرانيا.
بالتالي، ومع تصاعد التوترات وتطور الأوضاع في أوكرانيا، يبقى قرار تقسيم الأراضي محوراً للتحليل السياسي والتوقعات المستقبلية، مما يجعل الصراع يعتبر تحدٍّ جديد يتطلب استراتيجيات حذرة وتوازناً ستتغير معه الخارطة السياسية للفترة المقبلة قد تستمر لعقود.