مصدر الصورة: تويتر
أثمرت الجهود المصرية والأممية في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بقطاع غزة، حيث كشف مصدر دبلوماسي أن اتفاق الهدنة جاء بعد موافقة الفصائل وإسرائيل على سلمية المظاهرات في مسيرات العودة. وموافقة إسرائيل على الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف سياسة الاغتيالات، ووقف استخدام الرصاص الحي على المتظاهرين في مسيرات العودة.
هدنة دامية
دخلت الهدنة حيز التنفيذ الساعة 5:30 فجر اليوم الخميس 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، كما وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الحصيلة النهائية لعدد الشهداء والجرحى حيث ارتقى 34 شهيد وأكثر من 111 جريح جراء العدوان على غزة. يأتي ذلك بعد أن قامت الطائرات الإسرائيلية باستهداف منزل يعود لعائلة أبو ملحوس راح ضحيتها 8 شهداء بينهم سيدتين و4 أطفال و12 إصابة، بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيما جاءت الحصيلة النهائية حسب بيان المكتب الإعلامي الحكومة بغزة على النحو التالي:
100غارة جوية إسرائيلية، 34شهيد، 111إصابة من بينهم 46طفل و 20 سيدة.
820نازح، 190منزل تضرر من بينهم 5منازل تدمير كلي، 15مدرسة تضرر جزئي.
يذكر أن التصعيد بدأ بعد قيام إسرائيل باغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته بمنزله شرق مدينة غزة.
إلتفاف إسرائيلي
حاول نتنياهو تصدير أزمته الداخلية بعد فشله في تشكيل حكومة يمينية تساعده في التمسك بالحكم وتمنعه وزوجته من السجن فكان ما لم يكن في الحسبان. نفتالي بينيت وزير الحرب في إسرائيل قليل الخبرة أوقع نتنياهو في الفخ وتخيّل له أنه قادر على القيام بأي شيء وأنه يملك القدرة على اعتقال من يشاء واغتيال من يشاء. ولكن أحلامه تحطمت في غزة.
التقارير التي وصلت إلى نتنياهو وجهاز الشاباك أن حركة حماس لن تدخل في المواجهة إذا ما قامت إسرائيل باغتيال بهاء أبو العطا. حيث أن هذه التقارير خدعته وجعلته ينجر إلى معركة لم تكن محسوبة واعتمد على تقارير خاطئة بأن الجهاد الإسلامي لا يستطيع وحده أن يقود المعركة وأن يضرب عمق إسرائيل.
جولة التصعيد مستمرة
جولة التصعيد التي بدأت في غزة ودمشق لن تنتهي هكذا لأنها بدأت في غزة ودمشق وهذا مساس بسيادة دولة أخرى وهي سوريا والتي تتواجد فيها قوات إيرانية وحزب الله اللبناني إذ اعُتقد أن نتنياهو لم يرَ بعد هذه العملية، سوى أنه يريد الخروج من أزمته الداخلية، وذلك بعد أن صرح بينى غانتس زعيم حزب أزرق ابيض أنه سيتحالف مع الكتل العربية وليبرمان من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أقليات.
محاولة ضرب الصف الفلسطيني
حاولت إسرائيل جادة منذ لحظة اغتيال بهاء أبو العطا ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه نتنياهو عن العملية أنها تخص فقط الجهاد الإسلامي الفصيل المتطرف من وجهة نظره، والذي لم يلتزم بتفاهمات القاهرة التي جرت بين إسرائيل وحماس عبر وسطاء وبضمان مصري وأممي. أن تبقى حماس على الحياد وألا تتدخل، وأن بنك الأهداف التي تم استهدافها تتبع للجهاد الإسلامي وعليهم أن يفهموا قوة الردع الإسرائيلية، من جانبه صرح أبو حمزة الناطق باسم الجهاد “أن على نتنياهو أن يفصح عن كم الخسائر والدمار الذي أحدثته صواريخ الجهاد في قلب إسرائيل، فلو أفصح لأصبح أضحوكة”.
معتصم سمير طافش – صحفي فلسطيني، خاص وكالة “رياليست بالعربي” الروسية