أنقرة – (رياليست عربي): قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إنه أمر وزارة الخارجية بطرد سفراء 10 دول، بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا على اعتبار أنهم “أشخاصاً غير مرغوب فيهم”، لدعوتهم للإفراج عن رجل الأعمال، عثمان كافالا، طبقاً لوقع “العربية نت“.
توجس دائم
يعيش الرئيس التركي خوفاً غير مبرراً جراء محاولات الإطاحة الدائمة به عبر الانقلابات، علماً أن تركيا هي من أكثر الدول التي شهدت انقلابات للإطاحة بالرؤساء وكأن آخرها العام 2015، حيث اتهم أردوغان الداعية التركي المتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية “فتح الله غولن”، فلقد استدعت الخارجية التركية سفراء 10 دول بسبب ما وصفته بـ”بيان غير مسؤول” يدعو إلى حل عادل وسريع لقضية كافالا المسجون منذ أواخر عام 2017، لاتهامه بتمويل احتجاجات والمشاركة في انقلاب فاشل، وهو ما ينفيه كافالا.
القلق التركي في ازدياد، والملفات التي تعصف بها كثيرة، ورغم حضور وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار لاجتماع حلف شمال الأطلسي – الناتو، في بروكسل، إلا أن تخبط التصريحات بادٍ على الساسة الأتراك، في كل الملفات التي تتدخل فيها، ليس هذا فقط، الناتو نفسه أرسل رسالة مشفرة لأنقرة على خلفية إتمام صفقة “إس -400” الروسية، وكان الحلف صارماً في هذا الخصوص، فهو رافض لأن تمتلك دولة عضو في الحلف لمنظومة دفاع روسية، وهو ما تتمسك به تركيا.
شبح الانقلاب
مع كثرة الانتقادات الدولية لتركيا، ومحاولات تراجعها عن أمور كثيرة لا تناسب شركائها الغربيين، يبدو أن تحريك ملف الانقلاب هو الرسالة الأخطر التي قد يواجهها أردوغان، وذلك بعد أن دعت 10 دول غربية (هي كندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلاندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة) في بيان صدر مساء الاثنين إلى “تسوية عادلة وسريعة لقضية” عثمان كافالا، رجل الأعمال والناشط التركي المسجون قيد المحاكمة منذ أربع سنوات.
وتتهم السلطات التركية، عثمان كافالا بأنه من أبرز شخصيات المجتمع المدني، الساعية إلى زعزعة استقرار تركيا، لكن قوة الدول المطالبة بتسوية وضعه، هي إشارة خطيرة لكنها تحذيرية أي بمعنى أن التعنت التركي قد يرتد سلباً على كل ما تعتقد أنقرة أنها حققته خلال العقد الأخير على الأقل.
بالتالي، فقدت تركيا أوراق القوة التي كانت تمتلكها، رغم أنها حاجة لشركائها بشكل كبير، فعضويتها في الاتحاد الأوروبي، أمر أصبح من الماضي، وفي ليبيا لا يبدو أن ثمة مرابح حقيقية ستحظى بها، وهذا ما يبدو أنه سيحصل في سوريا، والآن تواجه مصيراً صعباً بعد تلويح المجلس الأوروبي بفرض عقوبات عليها إذا لم تفرج عن كافالا، هذه الأمور في مرحلة سابقة كانت لن تقيد مشاريع أنقرة، لكن اليوم عليها أن تعيد حساباتها بشكل جيد لأن ما يلوح في الأفق لنن يكون في صالحها، وموقف طرد السفراء ستكون تداعياته خطيرة عليها.
خاص وكالة “رياليست”.