قدمت شركة البترول التركية “تباو”، طلبا إلى حكومة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط، حيث قال وزير الطاقة التركي “فاتح دونماز” إن أعمال الاستكشاف ستبدأ “فور الانتهاء من العملي”، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز” عربية.
ومن هذه الخطوة أن تؤجج التوترات في المنطقة، حيث يدور خلاف منذ سنوات بين تركيا وكل من اليونان وقبرص، فضلاً عن قوى إقليمية أخرى بخصوص ملكية الموارد الطبيعية شرقي البحر الأبيض المتوسط، بحسب ما ورد على القناة الإماراتية.
فلم يعد خافياً على أحد نوايا تركيا الرامبة إلى نهب الثروات الليبية، فالدخول بحجة حماية قوات حكومة الوفاق الليبية، بقيادة فائز السراج، هو ذاته بحجة تأمين قطر من أي خطر من أشقائها الخليجيين، وذاته تكرر في السودان، وفي سوريا، والآن في ليبيا، وأينما وجدت، حلت السرقات والأعمال غير الشرعية، لتفقد هذه الدولة مصداقيتها وتكون رسائلها الخارجية مدمرة على الداخل التركي قبل الدول التي تتدخل فيها، إلا أن الأخطر، هو موافقة السراج على هذه الخطوة وسرقة مقدرات الشعب الليبي لدولة لا تريد لهذا البلد أن ينعم بالأمان، طالما أنها تقتات من الفوضى التي تغذيها فيه.
فأن تقدم شركة تركية للتنقيب عن النفط وقد إختبرت إيان التنقيب عن الغاز مواقف كل من اليونان وقبرص، الأمر الذي سيعرض تلك الدول إلى خسائر جمّة، وصحيح ان مركز الحروب والإرهاب حالياً هو في الشرق الأوسط، إلا أن كل ما يحدث هو مقدمة لحرب ليست ببعيدة وستعيد نفسها كما قبل العام 1973، وإستيلاء تركيا على قسم من جزيرة قبرص وتسميها جزيرة قبرص التركية في العام 1973، ما يعني أن المواجهة المقبلة هي حتمية بين تركيا واليونان، إذ أن كل المقدمات تقول ذلك وتشير المعلومات إلى إقتراب هذه الحرب، وبالتالي سيكون العالم أمام حرب لن نستطيع تحليل النتائج لكنها لن تكون سهلة في وقت أصبح لأنقرة من الأعداء الكثير.
إن إذن التنقيب عن النفط الليبي هو إستثمار تركي على حساب الشعب الليبي، الذي سيلقى مقاومة حتمية من قوات الجيش الوطني الليبي، فالمعسكر الدولي الذي أجاز شرعية حكومة الوفاق يعمد إلى تمرير سياسة تقاسم الحصص بينه وبين كل الدول المنخرطة في هذا الملف، ومن هنا نلاحظ الإتهامات الأمريكية لروسيا وموضوع تدخلها في الملف الليبي بحسب الإدعاءات الأمريكية، ما يعني أن يتم جس نبض الأوضاع من قبل الوكيل الشرعي لهم أي تركيا في تلك المنطقة.
من هنا، إن الملف الليبي كما السوري كشف المخططات الرامية للإستحواذ على مقدرات البلدين، مع فارق ان سوريا لا تملك ثروات كثيرة مقارنة مع ليبيا الغنية بالثورات الطبيعية التي فتحت شهية الدول الغربية وتركيا لتعزيز الإرهاب وتأجيج الصراعات كما في الدول الأفريقية الأخرى، والأيام القادمة ستكشف الكثير عن تلك المخططات التي ستجابه ربما بصد وتحالفات متينة ليكون معسكر بوجه معسكر آخر في ليبيا.
فريق عمل “رياليست”.